أراضي الجموع قنبلة موقوتة في جهة تافيلالت تواجه بالإهمال

هل تكون أراضي الجموع سببا في احتقان واحتجاجات أخرى يعرفها المغرب في جهة درعة تافيلالت؟ بحسب المتابعين للشأن المحلي في الجهة والتي تعرف بأفقر جهة في المغرب، الوضع قابل للانفجار في كل وقت خاصة أمام الصراع الحزبية بين العدالة والتنمية، التي ترأس الجهة وبين التجمع الوطني للاحرار والأصالة والمعاصرة اللذان يسيطران على جل مجالس الجماعات الترابية.

ووضع هذا الملف الوالي الجديد للجهة بوشعاب يحضيه في موقف حرج خاصة وأنه ورث هذا الملف عن سلفه، الذي لم يحسم فيه.

يقف هذا الملف العويص في وجه تنمية المنطقة، المئات بل الالاف من الهكتارات الممتدة على مرمى البصر، جرداء قاحلة لا حياة فيها، فيما تتركز مختلف الأنشطة التجارية والمشاريع السياحية الصغيرة من دور الضيافة والفنادق البسيطة في الواحات على جنبات الواد، المزراع أيضا والحقول التي تضمن قوت أهالي المنطقة لا تتجاوز مجرى الوديان والسواقي.

مشكل أراضي الجموع في الجهة مشكل عام وشامل، يعني جميع الجماعات الترابية التي أصبحت أراضي الجموع الشاسعة عائقا أمام التطور والنماء عوض أن تكون رافعة له.

المشكل مقسم بين الساكنة وبين السلطة المحلية، فالسلطة تقف في وجه تسليم الساكنة للاراضي للاستغلال الفلاحي والسكني لتخوفها من النزاعات القبلية التي قد تحول المنطقة لبؤرة توتر خارج السيطرة، فيما يقف السكان حائلا دون أن يسلم رؤساء الجماعات المحلية الأراضي السلالية لمستثمرين من خارج المنطقة، قرار كهذا مثلا أدخل سكان جماعة اكنيون وجماعة واكلية وجماعة ايت سدرات السهل الشرقية في اعتصامات مفتوحة أمام القيادات والجماعات المحلية ومقر الجهة، على سبيل المثال وهو الأمر، الذي يمكن تعميمه بسهولة على كل الجهة.

الاشكال الثاني المرتبط بالأراضي السلالية هو عدم وجود تقسيم بين القبائل وعدم الاتفاق بينها على حصة كل قبيلة من هذه الأراضي التي أصبحت عبئا ثقيلا أمام نمو المنطقة، السلطة المحلية تقول إن تدخلها في الموضوع سينتهي عند الاتفاق بين القبائل على الحصص، خارج ذلك لا بد من التدخل لأن التوتر على مرمى حجر، لأن القبائل تقف أولا ضد دخول مستثمرين في حال عدم وجود تقسيم واضح، بل إن هذه القبائل ترفض حتى بناء المدارس والمستوصفات فوق هذه الأراضي، في ظل غياب أي مستشفى إقليمي بتنغير.

جهة درعة تافيلالت هي تلك  الموزعة مشاكله بين منتخبين انتهازيين يقطنون المدن البعيدة، ويتذكرون تنغير عند الاستحقاقات وبين رجال أعمال لا يهمهم أن يتطوعوا ببعض المال، وبين سلطة محلية تريد الأمن على النماء، وبين ساكنة تفضل أن تضل اراضيها جرداء قاحلة عوض أن تفقدها للأبد وهي خضراء.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *