أكاديمية المملكة تحتفي بالذكرى المئوية لحضورها الدبلوماسي بالمغرب

أعطت سويسرا، اليوم الثلاثاء، بمقر أكاديمية المملكة بالرباط ، انطلاقة الاحتفاء بالذكرى المئوية لحضورها الدبلوماسي بالمغرب، وهي مناسبة تم خلالها استحضار محطات مفصلية في مسار العلاقات الثنائية، وكذا تقديم لمحة عن الأنشطة الرئيسية التي سيتم تنظيمها لمدة سنة تخليدا لهذه الذكرى.

وفي كلمة بهذه المناسبة، أشار أمين السر المساعد لأكاديمية المملكة، محمد الكتاني، إلى أن بداية القرن الحادي والعشرين تميزت بتعزيز العلاقات الدبلوماسية المغربية السويسرية بشراكة مافتئت تتطور على المستوى الدبلوماسي والتجاري والثقافي والبيئي.

وقال، إن تنظيم هذا الحدث يتماشى و الهدف الذي رسمه لأكاديمية المملكة مؤسسها جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، والرامي إلى جعل هذه المؤسسة قطبا للعلم والمعرفة في مختلف تجلياتها. كما يندرج في إطار الأهداف الاستراتيجية التي حددها لها جلالة الملك محمد السادس للاستلهام من التجارب الرائدة في مجال الثقافة والتنمية قصد النهوض بالعلوم والثقافة في المغرب.

وأضاف أن هذه الإرادة منصوص عليها في القانون رقم 19.74 الذي أكد على مساهمة أكاديمية المملكة في تحقيق النهضة الفكرية والعلمية والثقافية للمملكة، مع الاضطلاع بدورها في التعريف بمختلف جوانب الهوية الوطنية ونشر القيم العالمية والمبادئ المتجذرة في حوار الثقافات والحضارات.

من جهته، أبرز السكرتير الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، عمر الفاسي الفهري ، أن هذه الذكرى تشكل فرصة لإبراز مختلف الأبعاد التي وسمت قرنا من العلاقات الممتازة بين البلدين.

وقال ” ليس ثمة طريقة أفضل للاحتفال بهذه الذكرى المئوية من سلسلة الندوات التي سيتم عقدها على مدار العام بمشاركة ثلة من الأساتذة البارزين الذين ينصب عملهم في سويسرا على موضوع ذي أهمية خاصة، وهو الابتكار”، مشيرا إلى أن الامر يتعلق ببرنامج علمي ثري يلامس مواضيع من قبيل دور المعلوميات والذكاء الاصطناعي، والثورة الرقمية في التعامل مع جائحة كوفيد-19، وكذا التعاون بين دول الشمال ودول الجنوب، لا سيما من خلال التجربة المغربية السويسرية التي ترتكز على مبدإ رابح -رابح.

من جانبه، أشار سفير سويسرا بالرباط، غيوم شورير إلى أنه ينبغي الاحتفال بهذه الذكرى “ليس من منطلق الالتزام بل بدافع الاعتزاز والفخر”، لأنها توفر فرصة فريدة لتقديم الجوانب المفيدة التي استطاع البلدان استثمارها في إطار علاقاتهما الثنائية.

وقال الدبلوماسي السويسري “إن ذلك يسمح لنا أيضا بوضع الأسس لتعاوننا المستقبلي والولوج سويا إلى القرن المقبل” مبرزا أنه “بمعية أكاديمية المملكة وأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، سنسلط الضوء على الابتكار السويسري والمغربي من خلال سبعة ندوات ستنظم تحت شعار +الابتكار وقضايا العصر+”.

وأكد السيد شورير أن بلاده، التي تتصدر سنويا تصنيف البلدان الأكثر ابتكارا وتمتلك قطاعا اقتصاديا تنافسيا للغاية، تسعى إلى تقديم حلول مغرية لشركائها المغاربة، مع الاستفادة من حضور المملكة في إفريقيا.

بدوره، قال فؤاد يازوغ السفير المدير العام للشؤون السياسية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن هذه الاحتفالية تتيح فرصة لبحث سبل الإرتقاء بالتعاون بين البلدين.

ووصف السيد يازوغ العلاقات القائمة بين المغرب وسويسرا ب “الممتازة”، وذلك بفضل الرسوخ والإنصات والتشاور الجيد بين البلدين، مشيرا إلى أن هذه الذكرى ستشكل مناسبة لتوجيه هذه العلاقة نحو مزيد من التنوع. وذكر في هذا السياق بأن البلدين يتميزان بتنوعهما، ويدركان بأن هذا المعطى هو مصدر قوتهما.

وأعقبت هذه الكلمات محاضرة تاريخية تناولت أهم اللحظات في العلاقات الثنائية بين البلدين. كما تم الوقوف خلال حفل استقبال أقيم بهذه المناسبة على الابتكار العلمي السويسري من خلال الإنسان الآلي (Roboclette) إلى جانب معرض نظم تحت شعار “هل يمكن للتكنولوجيا أن تنقد العالم” حيث استُعرضت الحلول السويسرية لحماية البيئة.

وشكل هذا الحفل إيذانا بانطلاق الأنشطة المبرمجة 2021 للاحتفال بهذه الذكرى الهامة والتي تشمل، على الخصوص، سلسلة محاضرات بالتعاون مع أكاديمية المملكة المغربية وأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات.

وسيلقي المحاضرة الإفتتاحية بعنوان “الذكاء الاصطناعي والأساطير والحقائق”، الأستاذ في المدرسة الفيدرالية للفنون التطبيقية في لوزان، رشيد الكراوي وذلك يوم 24 يونيو الجاري.

ومن شان أنشطة أخرى، مبرمجة مع شركاء آخرين، أن تعزز التبادلات الثقافية والتجارية والفنية وتساعد على التقريب بين البلدين، وتدعم نقاط قوتهما المشتركة.

وفي هذا الاطار، سيتم تنظيم أسبوع الأفلام والأفلام الوثائقية السويسرية في الرباط وطنجة وأكادير والدار البيضاء حول مواضيع الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة والتقنيات الجديدة.

وهكذا، ستقدم فرقة مغربية مسرحية (Les Physiciens) للكاتب المسرحي السويسري فريدريش دورنمات، بينما سيقدم معرض جامعة جنيف “المنطقة المحجوزة: بوسبير” في فيلا الفنون بالدار البيضاء.

يذكر أن سويسرا افتتحت، في 19 نونبر 1921، أول قنصلية لها في المغرب بالدار البيضاء، وهو تاريخ سيظل لحظة محورية في العلاقات بين البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *