هاشتاغ: الحسين بلهيدان
تحول “ممر ایت سوس” الذي يربط بين اثنين من أهم شوارع مدينة أكادير إلى فضاء يعج بنشاط وحيوية استثنائية منذ مساء يوم السبت الماضي، بعدما أعطيت إشارة الانطلاقة للتظاهرة الترويجية “أيام إقليم تيزنيت في أكادير” التي تتواصل إلى غاية الخامس والعشرين من شهر
يناير الجاري.
اختيار المنظمين لهذا الممر الاستراتيجي في مدينة الانبعاث لاحتضان أروقة المعارض المقامة في إطار هذه التظاهرة التي تروم تسويق إقليم تيزنيت لم يكن اعتباطيا، لكون هذا الممر المخصص للراجلين فقط يربط بين شارع الحسن الثاني، وشارع محمد الخامس اللذين يصلان جنوب مدينة أكادير بشمالها ولا تنقطع حركة السير والجولان بهما على مر الساعة.
عکس حالة السكون التي اعتاد عليها ممر ایت سوس في مثل هذا الوقت من السنة خلال الفترة المسائية اللهم مرور بعض الراجلين المعتادين على الفسحة المسائية أو ممارسة رياضة المشي، تحول هذا الفضاء إلى مركز جذب للآلاف من سكان مدينة أكادير وزوارها من السياح المغاربة والأجانب، الذين يتوافدون مع مغيب شمس كل اليوم لاستكشاف الثروات الإنسانية والفنية والمجالية والتراثية والخيرات الزراعية والصناعات التقليدية التي يزخر بها إقليم تيزنيت.
عبر بوابة خشبية مستوحاة من السور التاريخي للمدينة العتيقة لتيزنيت، والتي نصبت بالمدخل الشرقي لممر أيت سوس، تتدفق أفواج متتالية من الزائرين الذين تستقبلهم صور مكبرة لنخبة من رجالات تيزنيت الذين طبعوا بعطاءاتهم المتنوعة والخلاقة التاريخ الحديث للمملكة المغربية من أمثال العلامة الراحل محمد المختار السوسي، وأسطورة فن الروايس الحاج بلعيد، والأديب العالمي محمد خير الدين وغيرهم.
قبل متابعة السير عبر الممر، تسترعي انتباه الزائر أبواب قاعة المعارض التابعة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات لسوس ماسة التي تحولت إلى فضاء يحتضن معارض شكلت مرآة تعكس نبوغ إقليم تيزنيت في مجالات التأليف الأدبي والتاريخي والعلمي، وواجهة لإبراز انخراط هذه الرقعة من القطر السوسي في مقاومة الاستعمار، ومجالا للتعريف بالحركية الدؤوبة التي تميز المجتمع المدني للمدينة السلطانية وعموم الإقليم في مجالات الثقافة والرياضة وإحياء التراث وتثمينه، والسينما والمسرح، والفنون التشكيلية ، والمجتمع وغيرها من مجالات
اشتغال المجتمع المدني التيزنيتي.
علاوة عن المعرض المقام بالغرفة التجارية، وعلى طول ممر أيت سوس، نصبت العشرات من أروقة العرض التي تتيح للزائر التعرف على المؤهلات الطبيعية والمجالية ، والجهود المبذولة من طرف مختلف المتدخلين من أجل تنمية عموم المجال الترابي لإقليم تيزنيت ، وتطوير فرص استقطابه المزيد من السياح المغاربة والأجانب، وتحفيز بنات وأبناء الإقليم المنتشرين عبر مختلف جهات المملكة وخارج أرض الوطن على تجديد صلة الرحم مع موطن الآباء والأجداد بكيفية طوعية، وبدون انقطاع.
هذا المجهود التنموي يمكن للزائر الوقوف على صورة مصغرة منه من خلال أروقة “أيام إقليم تيزنيت في أكادير” التي انخرطت فيها الجماعات الترابية، والهيئات المهنية، والمصالح الخارجية، والمؤسسات
العمومية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجتمع المدني، والخواص، والصناع التقليديون، وتعاونيات المنتجات المجالية وغيرها من الفعاليات التي ساهمت في بلورة وتنزيل تصور جامع متناسق ومتكامل حول الدينامية المجالية والإنسانية الإقليم تيزنيت، وذلك بإشراف من المجلس الإقليمي، وبتعاون مع المديرية الإقليمية للفلاحة بتيزنيت.