يبدو أن الأزمة المغربية الإسبانية لا زالت طويلة الأمد وحلها بعيد المنال، فقد إستبشرت الجارة الشمالية خيرا قبيل الخطاب التاريخي للملك محمد السادس الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الـ22 لتربعه على عرش أسلافه المنعمين.
ففي الوقت الذي كانت فيه إسبانيا ووزرائها وسياسييها يقفون على رجل واحدة ينتظرون إشارة واحدة أو تلميحا مبهما يحيي آمالهم في عودة الدفء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، فضل القصر أن يوجه رسالته إلى الجارة الشرقية ويذكرها بالروابط التاريخية التي تجمع الجزائر والمغرب مشددا على ضرورة فتح الحدود لما فيه مصلحة الشعبين المغاربيين.
وتعليقا على الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك يوم أمس السبت، نشرت جريدة “إلموندو” مقالا تحليليا رآى كاتبه أن آمال عودة العلاقات في الآونة الراهنة قد تبخرت مع إقصاء إسبانيا من الخطاب الملكي رغم مرور عدة أشهر من اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين البلدين بسبب إستقبال “بن بطوش” فوق التراب الإسباني وبجواز مزور .
كما أضافت الصحيفة أن رسالة التهنئة التي بعثها العاهل الإسباني إلى جلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى عيد العرش لم تغير موقف المملكة المغربية تجاه إسبانيا، مضيفة أن المغرب كانت عينه على روسيا والصين كبديل إقتصادي وتجاري حتى قبل اندلاع الأزمة الأخيرة بين البلدين .
وتطرقت الصحيفة أيضا بحسرة إلى رسائل التهنئة التي تلقاها جلالة الملك محمد السادس من الرئيس الروسي والزعيم الصيني اللذان أشادا بتميز العلاقات الثنائية بين بلديهم والمغرب، وفي ذلك إشارة واضحة للمرتبة التي تحظى بها المملكة المغربية لدى كبار زعماء وقادة العالم.