علي الغنبوري
نحن اليوم على اعتاب لحظة التصويت و الاختيار السياسي ، التي سترهن الوطن لسنوات عديدة ، و سيكون لها الأثر البليغ على حياة المغاربة و مستقبلهم ، لحظة ستقرر في المسار السياسي المغربي ،و توجهاته الطامحة الى بناء الدولة العادلة و القادرة على استيعاب الجميع .
مصيرية الاقتراع اليوم ، مرتبطة بالوطن و بمختلف التعابير و التوجهات السياسية داخله ، و من بينها التوجهات الوطنية الديمقراطية و قدرتها على الاستمرار و الفعل و التأثير السياسي الايجابي و الحاسم في العملية السياسية بالبلاد .
لحظة الاقتراع كذلك هي حاسمة بخصوص العرض الديمقراطي اليساري المبني على الحرية و الكرامة و الديمقراطية ، هذا العرض الذي يحمل مشعله اليوم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، بموضوعية و رؤية متبصرة و رزينة تحت شعار “المغرب اولا” و بهدف معلن “تناوب جديد بأفق اجتماعي ديمقراطي”.
لذا فان الانتصار للاتحاد الاشتراكي ، هو واجب على كل المؤمنين بالقيم الاجتماعية الديمقراطية بشكل عام و على كل اتحادية و اتحادي بشكل خاص ، انطلاقا من انتمائهم لمشروعه السياسي ، و انطلاقا كذلك من كونه الإطار السياسي اليساري الأكثر موضوعية و الاكثر إتزانا و رؤية و وضوح، و الحامل لبرنامج انتخابي متوافق و متطابق مع كل القيم و المبادئ و التوجهات اليسارية الحقيقية ، والذي يجيب على كل الاشكاليات و التحديات المطروحة على الوطن و الحامل للحلول الاكثر نجاعة و واقعية لها .
الانتصار للاتحاد الاشتراكي انتخابيا ، هو انتصار لاستمرار زخم المشروع السياسي اليساري الديمقراطي، و تمكينه من التأثير و الفعل داخل التوجهات السياسية المستقبلية للمغرب ، و إبقاء للفكرة التقدمية في قلب المعادلة السياسة المغربية .
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، و رغم كل ما يمكن للبعض القول فيه ، او اللوم عليه ، فإنه اتبث للجميع تجدره و قدرته على تطوير الممارسة السياسية اليسارية ، و حفاظه على هيكله و توجهاته التقدمية و التحررية ، و خروجه من نفق الصراعات التنظيمية المدمرة ، بشكل يسمح له بقيادة التوجهات اليسارية الديمقراطية بالبلاد .
ان قوة الاتحاد الاشتراكي ، و راهنية مشروعه السياسي ، و استمرار ريادته للصف التقدمي ، اتبتثها التجربة السياسية ، و عدم قدرة اي فاعل سياسي على احتلال مكانته ، و عدم سعي الشعب المغربي على إفراز اي شكل سياسي جديد يعوض الاتحاد الاشتراكي ، في دليل واضح على صلاح الحزب و قدرته على الاستمرار في تمثيل التوجه الديمقراطي داخل الشعب المغربي .
وجوب الانتصار للاتحاد الاشتراكي ، يفرضه كذلك حالة الانقسام و التشردم ، و المقاربات الأنانية التي ما زالت تتطغى على بعض مكونات اليسار ، و التي لن تؤدي إلا إلى اضعاف الصف الحداثي التقدمي، و ضرب قدرتها على الفعل و التأثير السياسي بالبلاد.
ان التصويت اليوم لفائدة مرشحات و مرشحي الإتحاد الاشتراكي ، هو مساهمة مؤثرة و واقعية في تقوية الفكرة الديمقراطية الاجتماعية ، و هو كذلك اختيار حاسم لاستمرار التوجه الحداثي التقدمي داخل البلاد ، و انصاف لحزب لطالما كان البيت الكبير لكل التقدميين و اليساريين بالمغرب .