احمد الحريري يكتب: عسكر الجزائر و عقدة المغرب، الى متى؟؟

ما يقوم به جنرالات النظام الجزائري لتنفيس الأزمة الداخلية التي خرج الشعب الجزائري من أجل إدانتها و المطالبة بإسقاط من كانوا سببا فيها، لا يمكن أن تنسينا أن التاريخ و الجغرافيا يحكمان على شعبينا الشقيقين بالعيش المشترك و التوجه نحو المستقبل بنفس وحدوي و متفائل..

كل ما يحيكه النظام الجزائري و جنرالاته الحمقى و المرضى بعقدة المغرب لن يؤدي إلا إلى تقوية الحراك الشعبي و مطالبه العادلة في العيش بكرامة و حرية و سلام، ضدا في من يقومون بكل شيء من أجل إيهام الشعب الجزائري أنه في مواجهة عدو خيالي خارجي عوض التركيز على أعداء الشعب داخليا..

الطعن في رموز الشعب المغربي و قيادته إعلان عن الإفلاس السياسي و الأخلاقي للطغمة المتحكمة في المرادية و اعتراف بهزائمها المدورة و المتتالية سياسيا و اقتصاديا و دبلوماسيا..

رغم خيرات و ثروات الجارة الشرقية، استطاع نظام العسكر، بغباءه، القضاء على كل أمل في الخروج من عنق الزجاجة و منح الشعب الجزائري ما يستحقه من عناية و تقدم.. لقد سيطروا على كل مقدرات هذا الوطن و سخروها لمصالحهم الشخصية، و صرفوا الملايير على وهم صنعوه و صرفوا عليه الملايير من أجل استغلاله كفزاعة ضد كل من يعارض سياستهم و يدين فسادهم.. صرفوا اموال الجزائريين على عصابة اخرى ولدوها قيصريا من أجل تأكيد أنهم في حرب ضد عدو خارجي و مرروا كل صفقاتهم الكريهة على ظهر العصابة المتحكمة و المتحكم فيها بتندوف..

و في الوقت الذي يصارع المغرب الزمن و يسابقه نجاح من أجل السير قدما بمشاريعه رغم قلة الموارد و كثرة المعيقات.. و في الوقت الذي يتسع فيه هامش الحريات و النقاش العمومي و تدبير الاختلاف بهذا الجزء العزيز من العالم.. تمشي عصابة المرادية بالجزائر في اتجاه المجهول، و لا عقيدة ثابتة لديها سوى معادلة المغرب و مصالحه و وحدته..
المغرب ليس جنة الديمقراطية و لم يصل إلى كل ما يتمناه شعبا و قيادة، و مشاكله لا حصر لها، و لكنه أثبت أنه قادر على اللعب مع الكبار في هذا العالم، و تدبير أموره بحد مقبول، بل و عالي، من الحرية و الانصات لنبض الشارع و التضحيات، بشهادة الأعداء قبل الاصدقاء.. ما مكنه من تثبيت مكانته الدولية و موقعه كريم صعب تجاوزه على الرقعة العربية و الإفريقية، و فرض نفسه كشريك أساسي و استراتيجي للقوى العالمية من اوربا الى امريكا مرورا بالصين..

رغم الجائزة و قلة الموارد الطبيعية و بعمل مستمر و ذكي و استراتيجي، استطاع المغرب و قيادته فرض الأمر الواقع و الشرعي في صحرائه و فرض سيطرته على كل شبر من ترابه، باعتراف صريح من أكبر قوة دولية، و ضمني من كل القوى العالمية الفاعلة على الرقعة السياسية الدولية… و استطاع ان يضمن ولاء الاغلبية الساحقة من أبناء صحرائه، الذين أصبحوا أكبر مدافع و مقاوم لترهات عصابتي تندوف و الجزائر الذين لم يعد النوم يعرف طريقا لعيونهم لكثرة و نوعية الضربات السياسية و الدبلوماسية و الاقتصادية المغربية..
نستحق جميعا العيش بسلام و في تناغم و تواصل و تعاون، و لن تفرقنا مؤامرات الجنرالات الذين لازالوا يعيشون في وهم الحرب الباردة التي استفادوا منها من أجل تقوية مواقعهم و تضخيم ارصدتهم البنكية و لجم كل صوت تواق للحرية و الكرامة لدرجة أصبح حتى الاعلام ناطقا ببغاويا لأوامر و ترهات عصابة العسكر اللئيمة.. المستقبل للشعوب الحرة و دائما خاوة خاوة مع إخواننا شعب الجزائر..

كثير من عقلاء و حكماء الجزائر خرجوا التنديد بحقارة و دناءة الهجمات الإعلامية المنظمة بالحجارة الشرقية و التذكير بأن ما بروحه إعلام العسكر و ذبابه الالكتروني لا يمثل في شيء قيم و مواقف الشعب الجزائري الذي لا تهمه في شيء الحروب الدونكيشوطية لعسكر المرادية بقدر ما يهمه العيش بسلام مع جيرانه و بكرامة داخل حدوده و أن يرى خيرات وطنه تعود بالنفع عليه و على أبناءه…

لقد دعم المغرب حركة التحرر الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي، و قدم لها المال و الملجأ و السلاح، و ربط مصيره و هو حر بمصيرها و هي تحت نير الاحتلال و اعتبر محمد الخامس أن استقلال المغرب ناقص مادام الجزائر مستعمرة فرنسية..

و سنظل تعتبر أن رفاهنا و وقدمنا سيظل ناقصا مادام شعبنا بالجارة الشرقية يعاني من ويلات سياسة حاكمين جعلوا معاداة المغرب عقيدة سياسية ثابتة لهم… سنظل نعتبرهم إخوة و نتمنى أن نسير معا في طريق التقدم و الرفاه مجتمعين… فنحن نستحق الافضل و لنا من الإمكانيات ما يكفي لتحقيق أمانينا..

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *