ادعاءات عجيبة من وزير عجيب تنتهي ببهدلة عجيبة

هاشتاغ: عابر بلعربي
العجيب في ادعاءات السيد امكراز بتهرب الاتحاد الاشتراكي من تأدية واجبات الضمان الاجتماعي لموظفيه ، ليس هو الاتهام و الادعاء في حد ذاته ، بل العجيب هو السياق و المنطق الذي اعتمده الوزير الشاب ، في مقاربته لفضيحة اجتماعية تورط فيها ، و جعلته يبدو كما يقول المثل “حاميها حراميها ” ، و محاولته تصديرها و القاءها الى خصومه ، في توجه لتنميط هذه الفضيحة و جعل “كاع ولاد عبد الواحد واحد” .

السيد امكراز و هو يحاول بشتى الطرق الخروج من حصار اسئلة البرلمانيين حول فضيحته بعدم التصريح بالعاملين بمكتبه للمحاماة و هو وزير للتشغيل ، فضل اعتماد منطق” التدريت” كاسلوب للخروج من هذا الوضع المخجل ، و كان الامر يتعلق بشجار بين طفلين في الشارع يجيب احدهما الاخر “و حتى انت درتي “.

و الغريب كذلك في تصريح العجيب امكراز ، هو اعترافه “و بتخراج العينين” انه كان لا يصرح بعامليه و هو وزير للتشغيل ، و لانه ” ما في فمو عجب ” ، زاد في اعترافه انه تدارك الامر و استغل سلطته كوزير للتشغيل و رئيس للمجلس الاداري للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لتسوية وضعيته اللاقانونية ، بعد تفجر الفضيحة ، في سرعة البرق ، دون اي احترام للاجال و لا للمساطر القانونية المفروضة على عموم المنخرطين بالصندوق .

و لان عجيب جماعته ، بريء براءة “الدراري” ، كشف للكل ، طبيعة العمل الذي يقومون به خلال اشرافهم على القطاعات الحكومية ، و مدى توظيفهم لامكانيات التي توفرها ، لمراقبة خصومهم السياسيين ، و البحث في شؤونهم ، و تلفيق التهم و الادعاءات لهم ، و اكد لنا ان اخر همهم هو خدمة الصالح العام .

اما البهدلة العجيبة التي يبدو ان الوزير امكراز على ابوابها ، فهي خروج الاتحاديين لتكذيب ادعاءته ، بل و تحديه لاثبات اقواله و اتهاماته ، فهو مطالب اليوم بكشف المحاضر التي تكلم عنها و تأكيد منطق “التدريت” الذي فضله و سار في دربه ، فلا يمكن ان يطلق الكلام على عواهنه بدون اثباث .

“حصلة” العجيب امكراز اليوم ، ستبين للجميع ، روح المسؤولية التي يتحلى بها وزاء العدالة و التنمية ، و نوعية و طرق الاختيار المعتمد لانتقاء الوزراء باسم هذا الحزب ، و الكفاءات التي يتوفر عليها ، و المنطق المتحكم في عملهم و تسيرهم للشان العام .

و كما يقول المثل “اللي كذب مرة يكذب الف ” ، فالوزير امكراز كذب على المغاربة جميعا بشان تهربه من تأدية واجبات الضمان الاجتماعي لعامليه ، و حاول طمس هذه الكذبة ، و اليوم يطلق ادعاءات و افتراءات بدون اي سند او اثبات لمحاولة التستر من جديد على كذبته الاولى ، التي ستلاحقه و تلازمه طيلة مساره ، و مهما قام به و فعل من اجل محوها و اقتلاعها .