الأمن المغربي يلقي القبط على عزرائيل هولاندا

هاشتاغ-متابعة
رحل المافيوزي رضوان تاغي، المغربي الأصل، هولندي الجنسية، ليلة أول أمس (الأربعاء)، إلى أمستردام، بعد تسلمه من قبل السلطات الأمنية بالإمارات. وخصصت حراسة مشددة للمشتبه فيه، الذي رحل في طائرة خاصة، تحسبا لأي مناورة يقوم بها زملاؤه في التنظيم الإجرامي الخطير الذي يتزعمه.

وصعدت أسهم الاستخبارات المغربية، مرة أخرى، في بورصة التعاون الأمني الدولي، وسلطت الأضواء، في اليومين الماضيين بأوربا، على أدوارها الحاسمة، في حل أعقد الجرائم العابرة للقارات، وهو ما أكده أندري كراج، رئيس لجنة التحقيق الوطني الهولندية، إذ أشار إلى أن سلطات الرباط نجحت في تحطيم إمبراطورية رضوان تاغي (زعيم مافيا ملائكة الموت)، وعدوه اللدود مصطفى مويس (مالك مقهى لاكريم بمراكش). وجاءت تصريحات كبير المحققين الهولنديين، بعد سلسلة مداهمات بمدن ضمنها أمستردام وأوتريخت، نفذت مباشرة، مساء الاثنين الماضي، بعد إعلان السلطات الإماراتية عن اعتقالها من يوصف بـ “عزرائيل” هولندا، إذ أسفرت المداهمات التي شملت ثمانية منازل، عن إيقاف ستة متهمين، ضمنهم شقيقة زعيم التنظيم الإجرامي.
وأربكت العصابة التي سميت بـ “ملائكة الموت”، كناية على سلسلة اغتيالات رميا بالرصاص، نفذتها في حق أزيد من 46 ضحية، كما أرعبت أشخاص ومؤسسات، (أربكت) المصالح الأمنية الهولندية، قبل أن تنقل المافيا تصفية حساباتها إلى المغرب، لترتكب جريمة “مقهى لاكريم” بمراكش، التي كانت الحلقة الأخيرة، التي أنهتها المصالح الأمنية باعتقال مالك المقهى ومنفذي الجريمة ومتهمين آخرين، وكشف امتدادات العصابة الإجرامية، وكذا تحديد مكان وجود زعيمها، إذ حل وفد من المحققين الهولنديين، بعد فك لغز الجريمة وتعرف السلطات المغربية على مرتكبيها، سيما المنفذين المباشرين، وهما هولنديا الجنسية، والوصول إلى عقلها المدبر وهو رضوان تاغي نفسه.
واتضح للسلطات الأمنية الهولندية أن رضوان تاغي (41 سنة)، ظل يمارس زعامته في تسيير المافيا، رغم فراره إلى الإمارات، وكان على تواصل دائم مع أفراد عصابته، سيما الستة الذين تم إيقافهم، ونسبت إليهم تهم حيازة أسلحة نارية ومخدرات وتبييض الأموال.
وكانت السلطات الأمنية الهولدنية تشك في وجود زعيم المافيا بالمغرب، وتخفيه بأسماء مستعارة، وإشرافه المباشر على عملية الاغتيال التي كانت تستهدف صاحب المقهى، إلا أن الاستخبارات المغربية أكدت عدم وجود المتهم فوق التراب المغربي، ومدت الأمن الهولندي بمعلومات عن تحركاته، إلى أن ساعدت في تحديد مكان وجوده بالإمارات، وتحديدا بدبي، منذ يوليوز الماضي، وهي المعلومات التي استغلتها السلطات الأمنية الهولندية، وأجرت اتصالات مع نظيرتها الإماراتية، مؤكدة ما توصلت به من معلومات دقيقة من الأمن المغربي، وعلى رأسها تجوله بهوية مستعارة وبأوراق ثبوتية تحمل هوية أخرى، لتمد بعد ذلك السلطات الهولندية نظيرتها بدبي بجل البيانات البيومترية الخاصة بالمشتبه فيه المطلوب على الصعيد الدولي، لتتمكن سلطات دبي من استغلال المعطيات سالفة الذكر وتعميمها على أنظمتها الذكية، الشيء الذي مكن الكاميرات المنتشرة في دبي من رصده، والوصول إليه وإلقاء القبض عليه.
وكشف الإعلام الهولندي، في نشرات أمس (الخميس) وأول أمس (الأربعاء) عن تعاون السلطات المغربية مع نظيرتها الهولندية في القبض على رضوان تاغي، الملقب بـ “ملك الموت” بدبي.
وأشار موقع صحيفة “دي تلغراف” الهولندية إلى أن السلطات المغربية مدت نظيرتها الهولندية بمعلومات قيمة بخصوص المغربي رضوان تاغي، موضحة أن معلومات توصلت بها السلطات الهولندية مكنت من تحديد مكان زعيم المافيا، مشددة على أن المغرب قدم، منذ بداية 2018، مساعدات مهمة لهولندا بخصوص التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية الهولندية من أجل القبض على مدبر جريمة “لاكريم”، واصفة التعاون بين البلدين في هذا الشأن بالممتاز جدا.
وثمن المسؤول الأمني الهولندي التعاون المغربي مع السلطات الهولندية، مؤكدا أن سعيد رزوقي، الذراع الأيمن لرضوان تاغي، مازال حيا والبحث جار من أجل اعتقاله.
وتناقلت الصحف الهولندية بلاغا رسميا، تضمن تصريحات أندي گراج، رئيس لجنة التحقيق الوطني الهولندية، أفاد فيه أن محاولة رضوان تاغي الفاشلة في اغتيال غريمه اللدود مصطفى مويس بالمغرب عجلت بنهايته، كما استعرضت المداهمات التي أسفرت عن اعتقال أشقاء وأخت رضوان تاغي، بالإضافة إلى أحد أبناء عمومته بالمغرب وهولندا، للاشتباه في ضلوعهم في جرائم القتل وغسل الأموال وحيازة المخدرات والأسلحة النارية، وهو ما يعتبر خيطا رفيعا لفك ألغاز مجموعة من جرائم القتل والاغتيالات التي قادها رضوان تاغي، كما هو شأن واقعة اغتيال المحامي ديرك ويرسوم بالأراضي المنخفضة.
المصطفى صفر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *