أبرز المغرب أمام الاتحاد الإفريقي دور الجالية الإفريقية في مسلسل التنمية في إفريقيا من خلال التحويلات المالية ونقل الخبرات.
وشدد السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، محمد عروشي، الذي كان يتحدث خلال الدورة الـ41 للجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي، التي واصلت أمس الأربعاء أشغالها عبر تقنية المناظرة المرئية، تحضيرا لقمة الاتحاد الإفريقي المقبلة (6 و7 فبراير)، على أهمية التحويلات المالية للجالية الإفريقية وخبراتها في مسلسل التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للقارة الإفريقية.
وأشاد الدبلوماسي المغربي، خلال تدارس المذكرة المفاهيمية حول “عقد من الجذور والجاليات الإفريقية” ، بـ “إطار لومي”، وهي مبادرة تهدف إلى تجميع وتوحيد الجالية الإفريقية من أجل تقديم الدعم للمشاريع والأحداث والاستراتيجيات الإفريقية في مسلسل تنمية القارة.
ودعا الوفد المغربي الدول الأعضاء إلى العمل سويا في إطار هذه المبادرة لتعزيز القنوات الرسمية لتحويلات الجاليات الافريقية وتشجيعها، خاصة وأنها تعد مصدرا هاما للتنمية سواء على المستوى السوسيو-اقتصادي، أو الثقافي بالقارة.
وسجل الدبلوماسي المغربي، في هذا السياق، أن التحويلات المالية للجاليات الإفريقية ناهزت 50 مليار دولار سنة 2018، وهو ما يبرز أهمية وضرورة تعزيز القنوات الرسمية، التي تشكل مصدرا مهما للدخل بالنسبة للبلدان الإفريقية.
وفي هذا الإطار، قدم السيد عروشي إلى لجنة الممثلين الدائمين اقتراحا يهم تنظيم مؤتمر سنوي للجاليات الإفريقية من أجل تمكينها من فرصة مناسبة وإطار عمل ملائم لتوطيد التشبيك داخل هذه الفئة وتعزيز التبادل والتفاعل بينها، وضمان مساهماتها الكاملة والفعالة في جميع المواضيع المتعلقة بمسلسل تنمية القارة الإفريقية.
على صعيد آخر، سلط السيد عروشي الضوء على الأهمية البالغة للأمن الغذائي وموضوع “تعزيز المرونة في مجال التغذية عبر القارة الإفريقية”، والذي تم اقتراحه خلال هذه الدورة من قبل وفد كوت ديفوار كشعار للقمة الإفريقية لسنة 2022.
وذكر الدبلوماسي المغربي، في هذا الصدد، بأن القارة الإفريقية تضم عشرات الملايين من الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية. وبالتالي فإن المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق البلدان الإفريقية من أجل توحيد جهودها للوفاء بالتزاماتها تجاه الساكنة التي تعاني من سوء التغذية بالقارة.
كما أكد الوفد المغربي على دور الجماعات المحلية في تنفيذ أهداف خطة العمل المرتقبة في إطار شعار قمة 2022 للاتحاد الإفريقي، مشددا على أن المغرب سيبقى، كما كان دائما، ملتزما بحشد الدعم لجهود إفريقيا في إطار التضامن الفعال مع البلدان الإفريقية الشقيقة.
وفي هذا السياق، شدد الوفد المغربي على ضرورة إدراج التزامات الدول الإفريقية إزاء هذا الشعار ، في إطار التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي.
وكانت لجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الافريقي قد افتتحت أشغال دورتها العادية الأربعاء ، وذلك تحضيرا للدورة العادية ال38 للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي (وزراء الشؤون الخارجية) والدورة العادية ال34 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد، التي ستنعقد هذه السنة تحت شعار: “الفنون، الثقافة والتراث: رافعات لبناء إفريقيا التي نريد”.