الاستاذ الجامعي جمال عبد الناصر : تبخيس مجهودات الدولة في التصدي لوباء كورونا تستوجب المساءلة

الاستاذ الجامعي جمال عبد الناصر يكتب : تبخيس مجهودات الدولة في التصدي لوباء كورونا تستوجب المساءلة

من كثرة ما نشر عن د محمد الفايد هذه الايام فقد وجدت بعض الملاحظات وجيهة و تصرفت في بعضها لكتابة هذا المنشور.

فمنذ سنوات سطع نجم الفايد وهو يحاضر في التغذية وينبه إلى شرور المعلبات والتغذية الصناعية وأهمية تقوية جهاز المناعة وأهمية الخضر والفواكه والحبوب والأعشاب و… وطريقة الطهي وخطورة القلي وهي ارشادات جميع المتخصصين في مجال التغدية عبر العالم باسره و منهم يستقي معلوماته هو نفسه الا انه يستشهد بالايات القرانية والاحاديث النبوية ويتحدث حديثا قريبا من وجدان الناس يجعل الغذاء جزءا من العبادة وهو كذلك ( مع التركيز على الحبة السوداء هههه). ومن شأن هذا الخطاب أن يعلي من القيم الاسلامية في نفوس الناس ومن اعتدادهم بموروثهم الثقافي. وكان كلامه يحمل كثيرا من الفائدة لكنه يحمل مخاطر أيضا منها:

* أسلوب التعميم والاطلاقية حيث يكثر من عبارات : لا يمكن : لا يمكن إطلاقا ان يصاب بالمرض من يتناول كذا وكذا ، لا يمكن أن يشفى من هذا المرض …ولا وجود لدواء لهذا المرض ومن قال لكم غير هذا فهو كاذب….

* أسلوب التهويل والتضخيم : بعد كذا سنة سيصبح الجميع مريضا بكذا إذا لم نفعل كذا …

* مخالفة الرأي الصريح لأطباء متخصصين في عدم جواز صوم بعض المرضى وخطورة ذلك وتاكيده على أنه يتحمل مسؤوليته عن موتهم، وهو في ذلك يناقض ترخيص آيات القرآن في الافطار لاصحاب الأعذار من المرضى والشيوخ العجزة والحوامل والمرضعات إذا خشين على أنفسهن… وقد تراجع عن موقفه هذا ضمنيا بتقريره لأمر مخالف دون أن يعتذر عن خطئه السابق حتى لا يقع الناس في اللبس.

* المبالغة في كثير من الأحيان خاصة إذا أخذته الحماسة، من ذلك تقريره أن صوم 36 يوما تشفي من عدة امراض كثيرة عددها وأحصاها من أمراض المناعة إلى السرطان مرورا بمرض بهجة والباركينسون وغيرها كثير…(لا أحد يجادل في أهمية الصوم ودوره في الوقاية وفي دعم الدواء ولكن لا يمكن ان يكون دواءا لهذه الامراض)

* التبخيس خاصة في أول عهده ، من الأطباء والأدوية
* نبرة الاعتداد الكبيرة في التعبير عن قناعاته مما يجعل الآخرين في موقف الدفاع حتى آخر رمق: الفايد في حديثه يجعل المخالف او المتردد في أحد موقفين اما الاذعان المطلق أو القتال .

الخلاصة أن الفايد وما يقدمه من نصائح مهمة يشوش عليها أسلوب خطابه الذي لا يكون موفقا. وهو ما يجعل الناس في ضيق من أمرهم فيتخلصون من كل توجيه ضروري لتغذية سليمة او يعمدون الىالتطبيق الحرفي لكلامه مع ما يحسون من عنت ومشقة وو.. وقد حدثني احدهم أنه هو نفسه لا يطبق بشكل حرفي كل ما يوصي به …

المخاطر التي أشرت إليها آنفا شكلت مدخلا للكثيرين خاصة من يكرهون الربط بين الدين وواقع الناس لممارسة حرب او ما يشبه الحرب مع أنصاره .

في احدث خرجات الدكتور الفايد المنشورة على قناته يصرح ان البشرية لن تجد لا دواءا و لا لقاحا لهذا الوباء ( كورونا ) لاحظوا معي ان تصريحه لا يقر بعدم وجود الدواء و اللقاح في الوقت الحالي بل ذهب الى عدم امكانية الوصول الى الدواء او اللقاح ابدا و قطعا ، و هذا تصريح فيه تبخيس للعلم و العلماء و لما اعتمدته الدولة من ادوية في علاج المرضى و كأنه يقول للناس لا داعي من الاستشفاء بالمستشفيات عليكم فقط تتبع قناتي و إرشاداتي و هذا امر غاية في الخطورة و يدمر مجهودات الدولة بكل المقاييس .

فأنا لا اجادله في مدى منافع الثوابل و بعض الاعشاب و الخضر الطازجة في الحفاظ على تغدية متوازنة و صحية لان هذا الامر لا يخفى على اي اسرة مغربية و حتى في بقية اقطار العالم ويكفي اطلالة على رفوف مطابخنا للتاكد من ذلك ، ولكن ان يذهب به الجشع الى اعدام العلم و تبخيس دور المختبرات الطبية و الادوية في علاج الانسان وثني الناس على الاستشفاء بالمستشفيات التي تم اعدادها و تجهيزها للحد من استفحال الوباء فهذا امر لا ينبغي السكوت عنه لانه يشكل خطرا محققا و ينبغي التصدي له بتقديم الرجل الى المحاكمة لمساءلته .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *