الانتصار لحق سليمان الريسوني في الحياة!!

علي الغنبوري

لا يمكن لاي انسان مؤمن بالحياة و بالقيم الإنسانية، الا ان ينتصر لحق سليمان الريسوني في الحياة ، فلا يمكن تمني الموت له ، ولا يمكن القبول بها كحل لاي مشكل كيفما كان نوعه ، و لا يمكن اعتبارها انتصارا تحت أي مسمى من المسميات .

و بعض النظر عن الاتفاق او الاختلاف مع الريسوني ، او تأكيد او نفي ذنبه ، فحقه في الحياة يجب ان لا يدخل في اي مزيادات او اي رهانات من طرف اي كان ، كما لا يمكن الوقوف في موضع المتفرج و الرجل يتجه بنفسه إلى التهلكة و الموت .

الغريب في موضوع الريسوني ، اننا اصبحنا متأكدين ان بيننا يوجود من يعتبر الموت نضالا ، ومن يسوغ له المبررات و من يأصله له نظريا ، و من يشجع على نهجه و أتباعه ، فلم نعد نسمع بالجلاد الذي يعذب حتى الموت ، بل اصبحنا امام جلادين جدد من نوع « غراريين عيشة » ، يشجعون على الموت و يحمسون على السير في دربه ، و يفصلون في فوائده و نتائجه .

بل ان البعض اليوم اصبح ينتظر بفارغ الصبر موت الريسوني ، لتحقق نظريته في احراج الدولة ، و إظهارها بمظهر المستبدة التي تقمع الحريات و تلاحق المعارضين و تفتك بهم ، و لو على حساب الحق في الحياة ، المهم هو الضغط و تسجيل النقاط و تحقيق المصالح الضيقة ، و تلبية الطموحات المشبوهة النوايا و المنطلقات .

ما يجري اليوم في موضوع الريسوني ، يسائل قبل اي شيء، القيم النضالية التي بات البعض اليوم يعمل على اشاعتها ، و يحاول تكريسها ، كنهج و أسلوب « نضالي » جديد ، يعمل على الدفع الى الموت الاختياري ، لتحقيق نصر وهمي ، يكون ثمنه الحياة .

ان من يشجع الريسوني اليوم على الاستمرار في نهج الموت الاختياري ، لا يختلف عن القتلة و السفاحين في شيء ، بل هو اكثر ندالة و حقارة و جرما منهم ، فمن يعد الايام للموت البطيء لسليمان ، ما هو الا مجرم و مريض نفسي و مختل اخلاقي ، و لا علاقة له بالنضال في اي شيء ، سوى الاستغلال المقيت و التوظيف اللأخلاقي لهذه القضية، خدمة لاجنداته المريضة و المهوسة و الأنانية.

مساندة الريسوني ، يجب ان تنطلق من الدفع بانتصاره للحياة اولا ،و مواجهة ما هو منسوب اليه ، وإثبات براءته ، و التشبت بقناعاته و بمواقفه ، و الوقوف الى جانبه يكون بالنضال المبني على الحقيقة ، و ليس بالتشكيك و بهضم حقوق الاخرين ، و بتشويههم و بالضرب في اعراضهم.

ان موت سليمان الريسوني ، لن يكون الا وصمة عار على كل من يتغنى بهذا النهج ، و الذي يتلذذ بمشاهدة و متابعة الروتين اليومي لهذا الموت البطيء ، و الذي يستغل هذه القضية لتصفية حساباته الشخصية ، و الذي يسعى الى تحقيق مكاسب أنانية و نرجسية على حساب هذه القضية ، و الذي يتخلى عن مبادئه و قيمه و هو يدفع و يشجع انسانا على الموت .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *