التعاضدية العامة.. انتخابات في زمن الكورونا

يبدو أن الرغبة في الاستحواذ على مفاصل التعاضدية العامة أحد أكبر مؤسسات الحماية الاجتماعية بالمغرب، قد أعمت المتصرف المؤقت المكلف بالانتخابات عن الخطر المحدق بالبلاد و العباد، بالرغم من حالة التأهب التي أعلنتها الدولة اسوة بباقي دول العالم، هذا المتصرف المبعوث الحزبي عقد أمس السبت بالرباط اجتماعا مع المديرين الجهويين و الإقليميين، ووزع عليهم الخارطة الانتخابية التي اعدت في ديوان الوزير و على المقاس، و بلغهم بالاطقم التي من المفروض ان تساعدهم سواء تلك التابعة للوزارة أو التابعة للتعاضدية العامة و التي بالمناسبة يشترط فيها العداء للتجربة السابقة، و تم تحديد لائحتها دون استشارة الإدارة أو حتى إخبارها، ووفق مصادر من داخل الاجتماع تسائل الحاضرون عن أمكانية تأجيل هذه الانتخابات أمام الوضع الراهن و الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة و على راسها تأجيل أو إلغاء جميع الأنشطة و البرامج و الفعاليات التي كانت مبرمجمة سابقا، وقد شكلت هذه النقطة مطلبا ملحا للحاضرين، علما أن هناك مكاتب تصويت ستعرف توافد الآلاف من الناخبين، و كان جواب المبعوث الحزبي بان وعد الحاضرين بمفاتحة الوزير في الامر بمعنى أن التأجيل غير وارد حاليا و هذا ما يدفعنا لطرح سؤال مهم كيف لهذا المتصرف أن يتجاهل تعليمات الدولة و يخاطر بصحة أزيد من 400 ألف منخرط ؟؟

أما بالنسبة للإنتخابات المزمع تنظيمها، فالملاحظة الأولى التي نسجلها أن جميع البلاغات التي يصدرها هذا المتصرف يصدرها باسمه هو و كأن المؤسسة أصبحت تدبر برأسين، علما أن المتعارف عليه هو أن هذه البلاغات المفروض أن يصدرها رئيس المجلس الإداري، ثانيا التقطيع الانتخابي الذي اعد في ديوان الوزير و دون اسشارة أهل الدار من الإداريين و رؤساء المصالح و الأقسام، والنتيجة أنه جاء مشوه يؤكد النية المبيتة لحزب المتصرف لتهريب الانتخابات و التحكم في النتائج مسبقا، فقد تغافل أو اغفل أقاليم بأكملها، ثالثا اعتماد مقرات وزارة التشغيل و ملحقاتها كمقرات لمكاتب التصويت هذا إذا علمنا أن هناك جماعات قروية تبعد بعشرات الكيلومترات عن مراكز التصويت، ما يزكي فرضية العزوف التي تنعش آمال هذا المتصرف و حزبه، علما أن المؤسسة تتوفر على ازيد من 60 مندوبية إدارية و 52 مكتب للقرب بجميع ربوع المملكة، و تم إحداثها بناء على خارطة تواجد المنخرطين وفق لمبدأ القرب، رابعا لحدود الساعة لم يعلن هذا العبقري زمانه عن لائحة المرشحين المحتملين التي لا زالت تخضع للتنقيح و التدقيق و التحليل بديوان الوزير.

لكل ما سبق و لجملة الخروقات هذه و نظرا للظرفية الحساسة التي تمر بها بلادنا و العالم باسره فإن الضرورة أصبحت ملحة لتأجيل هذه الانتخابات و إعادة النظر في طريقة تنظيمها، و المدخل الحقيقي لضمان شفافيتها و مصداقيتها حماية للمؤسسة و مصالح منخرطيها و مستخدميها هو إبعاد هذا المتمرن و من خلاله حزبه، و تعيين متصرف محايد لا انتماء سياسي له ضمانا لنزاهة العملية و إعمالا للآليات الديمقراطية، فهل من عقلاء يوقفون العبث ؟؟؟

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *