التغلغل الإيراني والتكتل الصيني الروسي في إقليم الشرق الأوسط

محمد البغدادي (باحث في مركز الدكتوراه في تخصص القانون الخاص كلية الحقوق بطنجة)

لاشك أن استحضار العلاقات الإيرانية الصينية في خضم انضمام طهران إلى منظمة شنغاي للتعاون بتاريخ 17 سبتمبر 2021 وحجم التطورات الميدانية المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط منذ بداية التنافس الجيو الاستراتيجي والجيو السياسي بشأن التمدد الإيراني الروسي التركي حول الأراضي السورية على ضوء الاتفاق الثلاثي بتاريخ 20 ديسمبر 2016 وتجديد التقارب الإيراني التركي الروسي مع دول الجوار العربي وترقب تعيين الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة إبراهيم رئيسي، يأتي في سياق دعم الصين لحركة الطالبان التي اكتسحت الأراضي الأفغانية بعد قرار الانسحاب العسكري الأمريكي ، وفي ظل فرض الولايات المتحدة الأمريكيةالعقوبات سواء تعلق الأمر بالملف الإيراني الأمريكي وبرنامج طهران الصاروخي الباليستية أو بانتهاكات حقوق الإنسان ضد أقلية الإيغور المسلمة عند منطقة شينجيانغ في أقصى شمال غرب الصين والتنافس التجاري والعسكري بشأن بحر الصينالجنوبي بين بكين وواشنطن.

كما أن التقارب الإيراني الصيني شمل عددا من المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية من خلال إبرام طهران مع بكين اتفاقية ربع القرن لمدة 25 عاما المؤرخة في 27 مارس2021.

وبخصوص التضامن الاقتصادي بين طهران وبكين، فإن الصين تسعى إلى تنفيذ خطط التنمية و استثمار في إيران بقيمة 400 مليار دولار إلى جانب الصرافة والاتصالات والموانئ والسكك الحديدية والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات، حيث اتفقت بكين مع طهران بشأن إنفاق 280 مليار دولار في مجال النفط والغاز و120 مليار دولار في صناعة النقل الإيرانيةفي مقابل حصول بكين على إمدادات نفطيةمنخفضة للغاية ، هذا فضلا عن التنسيق الأمني والعسكري من خلال إنشاء مركز التجسس والمراقبة في إيران وتوسيع قدراتها في مجالات التجسس والحرب الالكترونية وحضور 5000 ألف من عناصر الأمن الصيني على الأراضي الإيرانية.

كما أن إيران تحاول إعادة علاقاتها مع روسيا من خلال إعلانها عن الشراكة الإستراتيجية في المجال العسكري بتاريخ 14 فبراير 2021 على الرغم من المصالح المتضاربة بين البلدين بشأن ترسيخ الوجود الإيراني في سوريا ومحاول موسكو منع الاتفاق النووي سنة 2005.

وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بشدة هو: كيف يمكن للتقارب الإيراني الصيني أو الروسي أن يواجه التنافس التجاري العسكري الأمريكي في إقليم الشرق الأوسط؟وبعبارة أخرى هل الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة للتفاوض مع إيران والصين وروسيا في ظل وجود خلافات واختلافات في الملفات السياسية ؟

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *