علي الغنبوري
فجأة استفاق الاخوة في التقدم و الاشتراكية من سباتهم العميق ، على وقع الريع و توزيع المناصب بناء على منطق “الوزيعة ” و الزبونية و المحسوبية ووو، الذي بات ينخر البلد في غفلة منهم ، و هم منكبون على وضع اسس الحكامة الجيدة و النزاهة و الديمقراطية و المسؤولية المرتبطة بالمحاسبة لبناء المغرب الجديد .
استفاقة دامت للاسف ازيد من 20 سنة من التدبير الحكومي ، الذي لم يتركوا فيه شبرا من ” الوزيعة ” الا و كانوا داخله ، برجالهم و نسائهم و شبابهم ، جنودا مجندين لخدمة الصالح العام و لملئ المقاعد الشاغرة في كل اوجه و مؤسسات الدولة .
الاخوة في التقدم و الاشتراكية ، تذكروا بعد طول مدة ، قاموس السندان و المنجل ، و علقوا المنجانيقات بالسنهم ، لقذف كرات النار في كل الاتجاهات ، معلنين بدء الثورة الحمراء و الصفراء ، على الريع بالمغرب و على التعينات الحزبية في مناصب المسؤولية ، في افق تخفيف كاهل الدولة و مرافقها من جسامة ما تقدم عليه الاحزاب .
و كما يقول المثل المغربي الدارج ” العطار كيشم غير ريحت حانوتو ” ، دبج الاخوة في التقدم و الاشتراكية بيانا ناريا ضد التعيين في مؤسسات الدولة و التي وجدوا فيه ان بعض احزاب الحكومة و ممثليها يعملون بمنطق الوزيعة لزرع مناضليهم بهذه المؤسسات ، فهم يفهمون جيدا في الوزيعة و يدركون تمام الادراك ان التعيين يجب ان يكون بمنطق “ديالنا الاولين ” ، فعشرين سنة من العمل بمنطق و استراتيجية ” البق مايزهق ” ، من المؤكد انها ستجعلهم يعتقدون ان “كاع اولاد عبد الواحد واحد” و ان المنطق الذي اشتغلوا به يسري على الجميع .
فالاخوة في التقدم و الاشتراكية و هم يدبجون بيانهم ” المسخرة” ، من المؤكد انهم نسوا او تناسوا ، معنى الوزيعة ، و كيف تكون ، و من يمارسها ، ومن تمدد و ” طلق رجليه ” داخل عالمها و مجالها ، و الا لما كانوا اطلقوا العنان لدواخل ما تبقى من ذرات الحياء داخلهم .
اكيد ان اخواننا “البيبساويين” كما يحلوا لهم ان يطلقوا على انفسهم ، نسوا كيف عين كريم التاج مفتشا عاما بوزارة السكنى و سعيد الفكاك مديرا لمؤسسة الاعمال الاجتماعية بوزارة الصحة ، و انس الدكالي بالوكالة الوطنية لانعاش التشغيل و الكفاءات رغم عدم توفر اي شرط لديه لشغل هذا المنصب ،سوى منطق الوزيعة الذي تحدثوا عنهم هم انفسهم ، و كيف وجد لمولاي اسماعيل العلوي دور في هذا الوزيعة بتعينه رئيسا للجنة الحوار مع المجتمع المدني ، و كيف كانوا يعملون منطق “صبعي تما” عند كل تعين او اقتراح لمسؤولية بكل مؤسسات و مرافق الدولة ، وكيف صبغت وزارة الصحة بلون الكتاب وطنيا و جهويا و اقليما ، و كيف بات الانتماء للتقدم و الاشتراكية يقود لرئاسة الجامعات و الكليات و المعاهد العليا، وووو.
كما نسي كذلك الاخوة في التقدم و الاشتراكية ان الوزيعة هي من قادتهم للتخلي حتى على الجلد اليساري ، ودفعتهم لارتداء الجلباب الاسلامي ، من اجل وزارات دسمة وسمينة ، رغم تذيلهم للائحة السباق الانتخابي ، انطلاقا من منطق ” انا او القايد كنشدوا مليون”، شكل الولاء الحزبي الاساس المتين لكل تعيين داخلها .
كما يقول المثل “حتى يموتو اللي كيعرفونا” ، فالمزايدات السياسوية و “ترجاع الصرف” ، لا يستقيم مع حالة الاخوة في التقدم و الاشتراكية ، فلبن و عسل و مرق “الوزيعة” التي دامت عشرين سنة و ما يزيد ، لم يجف من افواهمم بعد ، بل انه حتى قنينات المياه المعدنية التي خزنها بعضهم لم تنفذ بعد من موائدهم .