التنافس الأوروبي الأسيوي على ضوء مشروع قانون لتنسيق قواعد الذكاء الصناعي للدول الأعضاء

محمد البغدادي (باحث في مركز الدكتوراه في تخصص القانون الخاص كلية الحقوق بطنجة)

أصبح من المعلوم بأن التنافس الأمريكي الصيني الروسي بات واضحا اليوم بشأن المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتكثيف المنافسة بينهم، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي بتاريخ 21 أبريل 2021 وضع مشروع قانون لتنسيق قواعد الذكاء الصناعي للدول الأعضاء بحيث كشفت المفوضية الأوروبية عن خطتها الإستراتيجية لتعزيز النهج الأوروبي للذكاء الاصطناعي في منطقة الاتحاد الأوروبي، والتي تطمح من خلالها إلى “قيادة عالمية للذكاء الاصطناعي بقواعد جديدة، مع العلم أن اتفاقية التجارة الرقمية بين واشنطن وبين دول المحيطين الهندي والهادئ شكلت ضربة قاضية للتحالف الصيني الروسي من خلال انفتاح واشنطن على رابطة آسيان لدول جنوب شرق آسيا التي تفكر في الوقت الراهن تطوير استراتيجيات وأطر حوكمة وطنية للذكاء الاصطناعي.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطة تشمل حزمة من البرامج والسياسات والتشريعات، وهي امتداد للخطة التنسيقية التي التزمت بها المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في عام 2018 لتنسيق السياسات بشأن الذكاء الاصطناعي، وشجعت الدول الأعضاء على تطوير استراتيجيات وطنية.

ويأتي ذلك في إطار مجموعة خطط استراتيجية تشمل التحول المناخي والتمكين الرقمي، يحاول من خلالها الأوروبيون العودة إلى مركز الريادة الدولية في ظل عودة الصراع الجيوسياسي العالمي إلى نوع من الثنائية القطبية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، بعد عقود من نهاية الحرب الباردة.

وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير الذي يطرح بشدة هو:كيف ستفعل الاتحاد الأوروبي مشروع قانون لتنسيق قواعد الذكاء الصناعي للدول الأعضاء في ظل تصاعد التنافس الأمريكي الصيني الروسي بشأن الحرب الالكترونية؟ وبعبارة أخرى ما هي السيناريوهات المحتملة في الصراع القائم بين واشنطن وحلفائها وبين بكين ومؤيديها في التمدد الصيني نحو أوروبا؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *