ألقى وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، أحمد التوفيق، اليوم الاربعاء، الدرس الافتتاحي لكلية الشريعة بفاس حول موضوع “الجوانب الاجتماعية لوقائع من التاريخ الاسلامي”.
وخلال هذا الدرس، سلط التوفيق الضوء على أهمية استيعاب أبعاد الأحداث التاريخية من أجل قراءة أفضل للاسلام مسجلا أن وجهة نظر المؤرخ ضرورية لفهم هذه الوقائع ووضعها في سياقاتها الخاصة.
وتوقف الوزير عند بعض الوقائع التي طبعت التاريخ القديم والحديث للمغرب، خصوصا تلك المرتبطة بمختلف التيارات الإديولوجية التي حاولت احتلال الفضاء والنقاش العامين، معتبرا أن المملكة عاشت القرون الأربعة الماضية في كنف العلماء الذين تصدوا للتيارات الوافدة من الشرق وباقي التهديدات التي حاقت بالمملكة.
وعاد المحاضر الى المرحلة الكولونيالية التي عاشها المغرب بمختلف التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي أفرزتها، وكذا الى مرحلة الاستقلال التي طبعها بروز السياسة الحزبية بمختلف تياراتها موضحا أن المسلمين لا يمكنهم تمثل مستقبلهم دون ديموقراطية. وفي نظره، فإن ديموقراطية معززة ومشبعة بالاخلاق الاسلامية تشكل الأمل في تدبير المشاكل المستدامة.
ومن جهته، أبرز رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، رضوان المرابط، أن اختيار موضوع الدرس يلبي الرغبة في اضاءة أبعاد التحولات الاستراتيجية التي يعرفها العالم من خلال التركيز على انعكاساتها الاجتماعية التي أفرزت وقائع محددة في تطور الحضارة. وأضاف أن الأمر يتعلق بفهم الواقع واستيعاب دروس التاريخ بما يتيح الاستفادة منها في صناعة المستقبل.
ولاحظ عميد كلية الشريعة بفاس، عبد المالك اعويش، أن الوقائع التاريخية تنطوي على أبعاد اجتماعية وفكرية تكرس أهمية تمثل وقائع تاريخ الاسلام كسلوكيات انسانية وتاريخية مشددا على أهمية مقاربة هذه الأحداث من مختلف زوايا النظر، بما فيها وجهة نظر المؤرخ.
وخلص الى أن بعض الحقائق تؤكد أن رؤية المؤرخ مكملة لرؤية العلماء وتساعدهم في بلورة مضمون يأخذ بعين الاعتبار مكونات المجتمع.
وعرف الدرس الافتتاحي حضور رئيس مجلس جهة فاس مكناس، محند العنصر، ورؤساء المجالس المحلية للعلماء بالجهة ومسؤولي مؤسسات جامعية وقضائية.