الجزائر تقود حملة دينية ضد المغرب بفبركة ملفات وأخبار زائفة

لا تكل الاستخبارات الجزائرية من فتح جبهات جديدة في “حربها” مع المغرب، بفبركة ملفات وأخبار زائفة، أو تحريض عملائها في بعض الدول لاستهداف تمثيليات المهاجرين المغاربة، كما هو الشأن بالنسبة إلى ملف الشأن الديني للمهاجرين في فرنسا وإسبانيا.

وحبكت الاستخبارات نفسها، الاثنين الماضي، مؤامرة لوأد تشكيل مجلس وطني للأئمة في فرنسا، الذي تراهن عليه الرئاسة الفرنسية لمواجهة “التطرف والنزعة الانعزالية”، ودعت بعض مواطنيها الحاملين للجنسية الفرنسية للانسحاب من المجلس بدعوى أن “المغاربة يسيطرون على مراكز القرار في الجمعيات والهيآت الإسلامية”.

وحسب يومية الصباح، لم تقف أيدي عبث الاستخبارات الجزائرية عند هذا الحد، إذ تكلفت بتعميم شكايات كيدية ضد مسؤولين مغاربة في جمعيات بدول المهجر، لكن تحريات أوربية أثبتت أن لا أساس من الصحة للاتهامات الموجهة إلى أئمة مغاربة بتلقي تمويلات أجنبية، بناء على تقارير فرق أمنية، أحدثت في الآونة الأخيرة، التي تكلفت بجمع معلومات دقيقة عن الأئمة والمؤطرين الدينيين وأساتذة مغاربة مكلفين بتأطير أفراد الجالية المغربية، لتحديد ميولاتهم السياسية وعلاقاتهم مع بعض الجمعيات الدينية، خاصة التي تصنف بالمتشددة.

وفشل عملاء الاستخبارات الجزائرية حسب الجريدة نفسها، في تأليب الدول الأوربية على الأئمة المغاربة، رغم أنهم سعوا إلى “تقزيم أدوارهم” في تأطير الأطر الدينية من أئمة ومرشدين دينيين لنزلاء السجون والمستشفيات الفرنسية، وملف المقابر وأماكن دفن موتى المسلمين، وإشراكهم في مناقشة قضايا تمويل الجمعيات والهيآت الإسلامية وضرورة تمكين المسلمين من تمويل ذاتي.

ويحظى الأئمة المغاربة بتقدير السلطات الأوربية، خاصة الفرنسية، لدورهم في مواجهة الإرهاب، خاصة أن أئمة وشخصيات إسلامية مغربية نجحوا في نزع فتيل “الاحتقان الديني”، في ظل التخوفات من عمليات إرهابية، منذ نشر صحيفة فرنسية صورا مسيئة للرسول (ص).

وفي السياق نفسه، أعلن الجزائري شمس الدين حافظ، عميد مسجد باريس، انسحابه من مشروع تشكيل مجلس وطني للأئمة في فرنسا، بدعوى أن “المكون الإسلامي داخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، خصوصا المرتبط بأنظمة أجنبية وصفها بالمعادية لفرنسا، عطل بخبث المفاوضات عبر طعنه ببعض الفقرات المهمة في ميثاق المشروع”، حسب قوله، نكاية في المغربي محمد الموسوي، الذي يتولى رئاسة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، المحاور الرئيسي للدولة الفرنسية في قضايا تنظيم الديانة الإسلامية وفوضت له تشكيل مجلس وطني للأئمة.
وتجدر الإشارة إلى أن الموسوي انتخب، في بداية السنة الجارية، رئيسا للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي يتحدث باسم حوالي خمسة ملايين مسلم في فرنسا، وعد بالاستجابة لرغبة الرئيس إيمانويل ماكرون في محاربة التطرف.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *