الجيوش تحتشد.. جنود وصواريخ أمريكية للسعودية وإيران تعلن « التعبئة »

أعلن الجيش الإيراني، عما وصفها بـ »التعبئة البحرية » التي تجهز البلاد للحرب، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع الأمريكية أنها سترسل 200 جندي وصواريخ باتريوت إلى السعودية للمساعدة في الدفاع عن المملكة في أعقاب الهجمات التي استهدفت الشهر الماضي منشآت نفطية فيها وحمّلت واشنطن إيران المسئولية عنها.

وتشهد العلاقات بين طهران وواشنطن تدهوراً منذ قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران والدول الكبرى، وإعادة فرضه عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وارتفع منسوب التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعدما تعرّضت منشآت نفطية لشركة النفط السعودية الحكومية أرامكو في المملكة لقصف بواسطة طائرات مسيّرة وصواريخ « كروز »، في هجوم تبنّاه المتمردون الحوثيون في اليمن لكنّ واشنطن حمّلت مسؤوليته لإيران التي نفت أي ضلوع لها به.

البنتاجون يرسل قواته

وقال الجيش الأمريكي في بيان إنه خصص عتادًا إضافيًا « استعدادًا لأوامر بنشره » وهو ما يعني إمكانية استخدامه بشكل أسرع في حال وقوع أزمة، ويشمل ذلك بطاريتي صواريخ باتريوت ونظام ثاد.

وأوضح المتحدث باسم البنتاجون جوناثان هوفمان إنّ « هذا الانتشار سيعزّز الدفاع الجوي والصاروخي للمملكة عن البنية التحتية العسكرية والمدنية الحيوية ».

وأضاف الناطق باسم البنتاجون « من المهم الإشارة إلى أن هذه التدابير تُظهر التزامنا تجاه شركائنا الإقليميين وتجاه أمن الشرق الأوسط واستقراره ».

ويبدو أن عمليات النشر تلك تغلق الباب أمام أي قرار لشن ضربة على إيران في المستقبل القريب، ردًا على الهجمات التي تسببت في صدمة للأسواق العالمية وكشفت نقاط ضعف كبرى في دفاعات السعودية.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إنه يعتقد أن ضبط النفس الذي اتبعه عسكريًا، أظهر حتى الآن « قوة » مع فرضه بدلًا من ذلك سلسلة أخرى من العقوبات الاقتصادية على إيران.

وأشار المتحدث باسم البنتاجون إلى أن واشنطن تتوقع من حلفاء آخرين مزيدًا من المساهمات العسكرية دون أن يذكر دولًا بعينها.

وقال في البيان يوم الخميس: « انتقدت دول أخرى شرور إيران في المنطقة، ونتطلع لمساهمتهم بالمزيد في الجهود الدولية لتعزيز الدفاعات السعودية ».

وسيكون هذا أول انتشار من نوعه منذ 2003 حين انسحبت القوات الأمريكية من السعودية بعدما ظلّت في المملكة 12 عاماً، أي منذ احتلال القوات العراقية للكويت ولغاية غزو العراق في 2003.

« تعبئة » الجيش الإيراني

ومن جانبه، قال قائد البحرية الإيرانية، اللواء علي رضا تانجسيري، وفقا لما نشرته وكالة « مهر » الإيرانية، إن طهران دشنت مشروع « التعبئة البحرية »، الذي سيتضمن في مراحله الأولى، تنظيم وإعداد خفر السواحل على طول الخليج.

وتابع « ستركز تلك المرحلة على حماية سواحلنا في بحر عمان والخليج، وضمان أمن حدودنا البحرية ».

واستمر « أما المرحلة الثانية ستكون عبارة عن خطة لإعادة توطين جزرنا في الخليج، التي لا يقيم فيها أحد باستثناء الجيش ».

وأوضح « هناك خطة لبناء المساكن وخلق الوظائف في تلك الجزر، في إطار خطة التعبئة البحرية، علاوة على أننا سنقوم بنشر وتأمين الناس في تلك المناطق ».

وقال قائد البحرية الإيرانية، إنه « لا توجد عقبة أمام توسيع أنشطتنا في البحار، فكلما زاد تواجدنا وتوسعنا زاد استعدادنا البحري لما هو قادم ».

وأضاف « لهذا السبب نحن نحاول التواجد في الكثير من المياه خارج شواطئنا بموجب القانون الدولي ».

واستمر « نفذنا هذا العام العديد من البرامج والخطط البحرية مع حلفائنا، حيث أجرينا مناورة إنقاذ مشترك مع سلطنة عمان، والتي شارك فيها الحرس الثوري الإيراني والبحرية الإيرانية بجانب البحرية العمانية ».

واستطرد « وجهنا دعوة عسكرية إلى صديقتنا وشقيقتنا قطر، ونأمل أن تلبيها قريبا، ولدينا علاقات جيدة مع العراق، ومنفتحين دائما على دول المنطقة، وبعثنا رسالة إلى قطر مفادها أنه يمكننا أن نتدرب معهم بشكل مشترك ».

طهران: سنرد الصاع عشرة

وكان قائد الجيش الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي، قد رد على تهديد وزير الدولة السعودي للشئون الخارجية، عادل الجبير، بدراسة « الخيار العسكري » ضد طهران، ردا على الهجوم الذي تعرضت له المنشآت النفطية في « أرامكو » السعودية.

وقال قائد الجيش الإيراني، في تصريحات نقلتها وكالة « فارس » الإيرانية، « سنرد الصاع عشرة على أي اعتداء يطال حدودنا البرية أو البحرية ».

وتابع « لن نرد حاليا على دولة فاشلة ومهزومة، تلقت السعودية من إيران ردودا وصفعات قوية خلال السنوات الماضية ».

وأوضح « منيت السعودية بهزيمة في اليمن على الرغم من الحصار الذي فرضته عليه، ونحن لا نهتم بالرد على دولة فاشلة ».

وأتم « إذا علقت علينا دولة فاشلة مثل السعودية، فلن نهتم بالرد ».

وكان الجبير قد قال في ندوة بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، نشرتها وزارة الخارجية السعودية، إن المملكة لا تستبعد الخيار العسكري للرد على إيران.

وأوضح الجبير إن جميع الخيارات، بما في ذلك الخيار العسكري، واردة أمام السعودية للرد على الهجمات التي استهدفت منشآت تابعة لشركة « أرامكو ».

وتبنت جماعة « أنصار الله » اليمنية، السبت 14 سبتمبر، هجوما بطائرات مسيرة استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لعملاق النفط السعودي « أرامكو » في « بقيق » و »هجرة خريص » في المنطقة الشرقية للسعودية.

إلا أن السعودية عرضت بقايا مما وصفته طائرات مسيرة إيرانية وصواريخ كروز استخدمت في الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، قائلة إنها دليل « لا يمكن إنكاره » على العدوان الإيراني.

من جانبها، نفت إيران هذه الاتهامات، وقالت إن هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة، ولا يوجد أي دليل على ضلوعها في استهداف شركة « أرامكو » السعودية.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *