الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية بكلية الحقوق بطنجة)
يعيش نظام العلاقات الدولية في ضوء تطورات الوضع الأوكراني بين حلف النيتو بقيادة واشنطن وموسكو من خلال انعقاد اجتماع وزاري بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في جنيف بتاريخ 21 يناير 2022، العديد من التوترات والخلافات بشأن مضامين مشروع اتفاقية الروسية للضمانات الروسية الذي لم يحظى بترحيب وقبول من جانب حلف النيتو والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
وتجدر الإشارة إلى أن الطرح البراغماتي للولايات المتحدة الأمريكية بشأن الضمانات الأمنية الروسية من خلال ردها الكتابي المؤرخ في 26 يناير 2022 يتمثل أساسا في موقف حلف النيتو بشأن التفاوض حول سياسة التوسع وضمها لأوكرانيا ودول أوروبا الشرقية، وكذا مسألة الصواريخ والتسلح وشفافية المناورات العسكرية، وذلك بما يضمن خفض التوتر والتصعيد والجلوس إلى طاولة الحوار والتشاور والبحث عن الحلول السلمية والتوافقية حسب تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أو الناتو ينس ستولتنبرج ، وهذا ما تم توضيحه في تصريحات وزير الخارجية الأمريكي من خلال رده الكتابي على روسيا، حيث أكد على نهج الخيار الدبلوماسي بدلا من التصعيد العسكري بشأن الأزمة الأوكرانية.
كما وعدت الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها الاتحاد الأوروبي بعقوبات شديدة وشاملة إزاء عزو روسيا الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي يفرض على واشنطن وموسكو التوصل إلى تفاهمات واتفاقات وتنازلات مكتوبة تمنع اندلاع الحرب التي لا تخدم مصالح وشؤون البلدين وتحقق مبدأ السلم والأمن الدوليين حسب ما هو واضح وصريح في ميثاق الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بحدة هو: ما مدى نجاعة وجدية الرد الكتابي الموجه إلى روسيا في ظل مواصلة الولايات المتحدة الأمريكية مد أوكرانيا بالأسلحة والمعدات للدفاع عن نفسها؟ . وبعبارة أخرى هل الخيار الدبلوماسي المقترح في الرد الكتابي للولايات المتحدة الأمريكية دليل قاطع على ترجمة الضمانات الأمنية الروسية على أرض الواقع؟.