يعتقد خبراء أنهم عثروا على موقع دفن يجسد أكبر طقوس التضحية بالأطفال المسجلة على الإطلاق.
واكتشفت الهياكل العظمية لـ 227 طفلا، نحروا في نفس الوقت، بمقبرة جماعية على الساحل الشمالي لبيرو، حيث يعتقد علماء الآثار أن الأطفال الذين ولدوا في إمبراطورية “تشيمو” Chimú، ضحي بهم في إطار طقوس وثنية قديمة لوقف الكوارث المرتبطة بظاهرة النينيو (ظاهرة تحدث في وقت عيد الميلاد على سواحل بيرو والإكوادور وتستمر لشهور عدة. وقد استخدم الصيادون هذا المصطلح والذي يعني الطفل المقدس بالإسبانية، للدلالة على تيار المحيط الهادي الدافئ وما يجلبه من أمطار غزيرة، تسبب اضطرابا في الحياة الطبيعية في المحيط الهادي).
وتبين أن الضحايا، الذين تتراوح أعمارهم بين 4-14 سنة، قتلوا بوحشية قبل 1400 عام، حيث يقال إن الزعماء الدينيين الذين نفذوا عمليات القتل، كانوا جزءا من إمبراطورية “تشيمو”، وهي مجتمع قوي سبق مجتمع “إنكاس” Incas، كما عثر علماء الآثار على موقع الذبح الجماعي في قطاع بامبالاكروز في هونتشاكو، الواقعة شمال ليما.
وفي حديثه لـ AFP، قال عالم الآثار، فيرين كاستيلو: “لقد تمت التضحية بالأطفال في طقوس لوقف سوء الأحوال الجوية، ووجدنا المزيد من الأدلة على هطول الأمطار”.
ويمكن أن يكون لظاهرة الطقس هذه، التي تحدث عندما يصبح المحيط الهادي دافئا للغاية، آثار كارثية في بيرو وبلدان أخرى. وفي عام 2017، تسببت ظاهرة النينيو في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية أسفرت عن مقتل 162 فردا، ودمرت الآلاف من المنازل. ولا يعد موقع الدفن في هونتشاكو الأول، حيث عثر على رفات 56 طفلا في جوان 2018، وعلى بعد كيلومترين فقط عثر على رفات 140 طفلا في طقوس مماثلة أيضا.
ويعتقد أن هؤلاء الأطفال قتلوا بعد أن انفجرت قلوبهم في طقوس شنيعة، وأفادت “ناشيونال جيوغرافيك” أن جثثهم قطعت في احتفال عظيم.