سفير المغرب بالأرجنتين ينشر مقالا عن مسار العلاقات المغربية الأرجنتينية

أكد سفير المغرب لدى الأرجنتين، يسير فارس، أن العلاقات بين الرباط وبوينوس آيريس تشهد تطورا إيجابيا كبيرا على كافة الأصعدة، مبرزا الإرادة التي تحدو البلدين لتعزيز تعاونهما بشكل أكبر في جميع المجالات.

وأضاف فارس، في مقال نشر بمجلة “تيرسرا بوسيسيون” بمناسبة الذكرى ال 60 لإرساء العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وبوينوس آيريس، أن العلاقات بين البلدين شهدت “تطورا إيجابيا كبيرا في جميع المجالات”، مذكرا بالزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأرجنتين في سنة 2004، والتي أعطت دينامية قوية للتعاون الثنائي.

وتابع الدبلوماسي المغربي أن البلدين تحدوهما رغبة كبيرة لتطوير وتعزيز علاقاتهما على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي والثقافي والرياضي والبرلماني، مسلطا الضوء على التنسيق الجيد بينهما بالمحافل الدولية، وكذا على مختلف أوجه التعاون بين المغرب والأرجنتين.

ولفت إلى أن المملكة والبلد الجنوب أمريكي يزخران بإمكانات كبيرة، لاسيما في قطاعي الصناعة والفلاحة من شأن استغلالها أن يمكنهما من الولوج لأسواق واعدة للغاية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا والعالم العربي، مشيرا إلى أن البلدين تجمعهما علاقات تعاون “وثيق قائم على شراكة استراتيجية مربحة” للجانبين.

وأضاف فارس أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أطلق، منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، استراتيجية واضحة المعالم تتمثل في تعزيز انفتاح المغرب على العالم من خلال “دبلوماسية نشطة وواقعية”، مبرزا الدور الكبير الذي يضطلع به القطاعان العام والخاص في تطوير علاقات المملكة السياسية والاقتصادية الدولية.

وذكر، في هذا الصدد، بالزيارات الناجحة التي قام بها جلالة الملك لأوروبا وإفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، والتي أعطت زخما قويا لعلاقات التعاون التي تربط المغرب بمختلف دول العالم، لافتا إلى أن العلاقات بين المملكة والأرجنتين تقوم على مبادئ الثقة والشفافية والصراحة والتعاون المثمر.

وأكد أن التطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين يتجلى أساسا في التنسيق والدعم على مستوى الهيئات والمنظمات الدولية وفي ارتفاع وتيرة تبادل الزيارات بين المسؤولين المغاربة والأرجنتينيين، مسلطا الضوء على الزيارة التي قام بها الرئيس الأرجنتيني الأسبق، كارلوس منعم، إلى المملكة في 1996، وأيضا توقف الرئيسة السابقة ونائبة الرئيس الحالي، كريستينا فرنانديث دي كيرشنر، بالمغرب خلال توجهها إلى الصين في 2015، والتي وصفت المغرب بكونه “بلدا جذابا وذا هوية ثقافية رائعة”.

وفي السياق ذاته، سلط الدبلوماسي المغربي الضوء على عراقة العلاقات الثقافية والاجتماعية بين البلدين، والتي تعود إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر مع وصول عائلات من اليهود المغاربة في عام 1862 للأرجنتين حيث أنشأوا أول هيئة للجالية اليهودية في البلد الجنوب أمريكي تعرف ب “أسيلبا”.

كما توقف السيد فارس عند الزيارة التي قام بها البابا فرانسيس العام الماضي للمملكة، أرض السلم والحوار بين الأديان، والتي تم خلالها توقيع “نداء القدس” الذي يروم المحافظة على الطابع الخاص للقدس كمدينة متعددة الأديان والبعد الروحي والهوية الفريدة للمدينة المقدسة.

وخلص الدبلوماسي المغربي إلى أن المغرب والأرجنتين تحدوهما إرادة قوية لاستثمار كل الإمكانات والفرص المتاحة لتطوير تعاونهما ليشمل كافة المجالات، وتعزيز التقارب بين الشعبين المغربي والأرجنتيني، مؤكدا على المكانة التي تحظى بها المملكة في الساحة الدولية والدعم الدولي القوي والمتنامي لوحدتها الترابية.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *