العلماء يعتقدون أن البشر نقلوا الفيروسات إلى الحيوانات أكثر مما يعتقد فعلا!

يُعتقد على نطاق واسع أن فيروس SARS-CoV-2، المسبب لـ “كوفيد“، انتشر من الحيوانات البرية إلى البشر.

لكن دراسة جديدة تدعي أن البشر قد يمنحون الحيوانات فيروسات في كثير من الأحيان أكثر مما كان مفهوما في السابق.

وراجع الباحثون الأدلة المنشورة على أحداث انتقال العدوى من إنسان إلى حياة برية، مع التركيز على كيف يمكن أن تهدد مثل هذه الأحداث صحة الحيوان والبشر.

ووجدوا ما مجموعه 97 مثالا لانتقال العدوى من إنسان إلى حياة برية يشمل مجموعة واسعة من مسببات الأمراض، من المتفطرة السلية والحصبة والإنفلونزا والتهاب الكبد B.

ومن المحتمل أن تنتشر هذه العوامل الممرضة من البشر إلى الحيوانات البرية بطرق متعددة، مثل ملامسة الحيوانات البرية لمياه الصرف الصحي البشرية.

وتتنوع الحيوانات المصابة من الفيل الآسيوي والقنفذ الأوروبي وقرد الريسوس والجيبون والباندا العملاقة وغيرها الكثير.

وتشير الدلائل بالفعل إلى أن فيروس SARS-CoV-2 نشأ في خفافيش حدوة الحصان، على الرغم من أنه من المحتمل أن يكون الفيروس انتقل إلى البشر من خلال البنغولين، وهو حيوان ثديي متقشر غالبا ما يتم الخلط بينه وبين الزواحف.

وبالمثل، يُعتقد أن التفشي المميت لفيروس الإيبولا في غرب إفريقيا بين عامي 2013 و2016 نابع من الخفافيش.

وقام فريق بحثي دولي بقيادة علماء في جامعة جورج تاون بإعداد الدراسة الجديدة، التي نُشرت اليوم في Ecology Letters.

وقال معد الدراسة غريغوري ألبيري، من قسم علم الأحياء بجامعة جورج تاون: “من المفهوم أن هناك قدرا هائلا من الاهتمام بانتقال مسببات الأمراض من الإنسان إلى الحيوانات البرية في ضوء الوباء. وللمساعدة في توجيه المحادثات والسياسة المتعلقة بانسكاب مسببات الأمراض لدينا في المستقبل، ذهبنا للبحث في الأدبيات لمعرفة كيف تجلت العملية في الماضي”.

ويؤكد الباحثون أنهم نظروا في أحداث انتقال العدوى من إنسان إلى آخر – وليس أحداث انتقال العدوى من الحياة البرية إلى الإنسان مثل “كوفيد” وإيبولا.

ووجد الفريق أن ما يقرب من نصف الحوادث التي حُددت حدثت في أماكن أسيرة مثل حدائق الحيوان، حيث يراقب الأطباء البيطريون عن كثب صحة الحيوانات ومن المرجح أن يلاحظوا عندما يقوم الفيروس بالقفز.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من نصف الحالات التي وجدوها كانت على وجه التحديد انتقال من إنسان إلى حيوان رئيسي.

ولم يكن هذا مفاجئا نظرا لأن مسببات الأمراض تجد أنه من الأسهل القفز بين المضيفين المرتبطين ارتباطا وثيقا، ولأن التجمعات البرية من القردة العليا المهددة بالانقراض تتم مراقبتها بعناية.

وتشير الدراسة إلى “التداعيات” (قفز الفيروس من نوع آخر) والارتداد (فيروس ينتقل من البشر إلى الحيوانات البرية).

واجتذب انتشار المرض مؤخرا اهتماما كبيرا بسبب انتشار فيروس SARS-CoV-2 في الغزلان البرية ذات الذيل الأبيض في الولايات المتحدة.

وكان يعتقد أن الغزال المعني حصل على “كوفيد” من البشر عن طريق شرب المياه الملوثة، حيث أظهرت الأبحاث بالفعل أن الفيروس باق في براز الإنسان ومياه الصرف الصحي.

وتشير بعض البيانات إلى أن الغزلان أعادت الفيروس إلى البشر في حالة واحدة على الأقل، وأعرب العديد من العلماء عن مخاوف أوسع من أن المستودعات الحيوانية الجديدة تمنح الفيروس فرصا إضافية لتطوير متغيرات جديدة.

وعندما قارن الباحثون الأنواع المصابة بـ SARS-CoV-2 بالتنبؤات التي قدمها باحثون آخرون في وقت سابق من الوباء، وجدوا أن العلماء كانوا قادرين على التخمين بشكل صحيح في كثير من الأحيان.

وأعطى الوباء العلماء فرصة لاختبار بعض الأدوات التنبؤية، واتضح أننا أكثر استعدادا مما كنا نظن.

وخلص المعدون إلى أن التداعيات قد تكون متوقعة، لكن المشكلة الأكبر تكمن في ضآلة معرفتنا بأمراض الحياة البرية.

المصدر: ديلي ميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *