العمراني.. يجب أن تعتمد إفريقيا على قدراتها الذاتية لمواجهة التحديات الحالية

أكد سفير المغرب بجنوب إفريقيا، يوسف العمراني، أمس الخميس، على ضرورة اعتماد إفريقيا، وبلدان الجنوب بشكل عام، على قدراتها الذاتية لمواجهة التحديات الحالية.

وأبرز العمراني، خلال ندوة افتراضية خصصت للتعاون فيما بين بلدان الجنوب في وقت الوباء وما بعد (كوفيد-19)، نظمها معهد “أماديوس”، أنه”ينبغي أن تكون أزمة (كوفيد-19) نقطة تحول جيو-سياسية رئيسية”.

وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أنه “بسبب الوباء، تأثرت الاقتصادات وتباطأ النمو، ووضعت الأنظمة الصحية على المحك، لكن طالما سادت الوحدة على الانقسامات والتضامن على الأنانية، يمكننا المضي قدما”، مشددا على أهمية اللقاء والانخراط في حوار دون مركبات نقص بين بلدان الجنوب.

واعتبر، في هذا الصدد ، أنه في عصر العولمة يظل التكامل الإقليمي أداة أساسية لأنه “لا يمكن لبلد بمفرده مواجهة تحديات ما بعد (كوفيد-19)، حيث الحاجة إلى العمل والتخطيط معا”.

وبعد أن ذكر بأن الاندماج المغاربي لا يزال مشروعا غير مكتمل، سلط السفير الضوء على الأمثلة الناجحة للتكامل في أمريكا اللاتينية وإفريقيا، من قبيل المجموعة الاقتصادية لدول أمريكا الجنوبية (ميركوسور) والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).

كما أبرز الدبلوماسي التجربة المغربية خلال هذه الأزمة الصحية، مشيرا إلى أن المملكة، التي قدمت مساعدات لأكثر من 20 بلدا إفريقيا، لديها قيادة تسترشد بقيم التضامن مع البلدان الأخرى بالقارة.

من جهتها، أكدت نائبة وزير الشؤون الخارجية الأرجنتينية، كارولا رامون برجانو، في كلمة بنفس المناسبة، إلى أن بلدان الجنوب يمكن أن تستفيد من عدة دروس من أزمة فيروس كورونا، مشيرة إلى أن العالم مترابط الآن أكثر من أي وقت مضى ، الأمر الذي يتطلب تعزيز التعاون داخل كل بلد وبين مختلف البلدان والمناطق في العالم.

وأعربت رامون برجانو ، وهي أيضا عضوة في اللجنة التنفيذية للمجلس الأرجنتيني للعلاقات الدولية ، عن إعتقادها أن دور الحكومات أساسي في السياق الحالي من أجل وضع سياسات عمومية فعالة ، لا سيما من خلال دعم الفئات الأكثر هشاشة.

من جانبه، شدد رئيس وزراء جمهورية إفريقيا الوسطى الأسبق، مارتن زيغويل، على أهمية الاستثمار في الرأسمال البشري، مؤكدا أن التكوين أداة لا محيد عنها لتمكين الشباب من الاضطلاع بالدور الذي يقع على عاتقه في تنمية البلدان الإفريقية.

وقال زيغويل إن أكبر مشكلة تواجه إفريقيا ليست مشكلة الموارد المالية في المقام الأول ، ولكن مشكلة الاستراتيجيات والسياسات العمومية الفعالة التي يمكن أن تحل المشكلات الأساسية في القارة المرتبطة بالبنيات التحتية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق كذلك بضمان تنمية مستدامة وشاملة.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *