المدير العام عبد اللطيف وهبي!!!

علي الغنبوري

قد يتسائل البعض عن سبب ربط اسم السيد عبد اللطيف وهبي الامين العام لحزب الاصالة و المعاصرة ، بصفة « المدير العام » وما تحمله من ايحاءات ادارية محضة ، وقد يدفع البعض الاخر بطرح التهجم على شخصه باعتبار الاختلاف الحاصل معه.

لكن المؤكد ان الصاق صفة المدير العام بالسيد وهبي ،له ما يبرره و ما يوضحه ،و يجعله قريبا للحقيقة ، نظرا لسلوكه السياسي و التنظيمي ، الذي يشبه الى حد التطابق سلوك المدير الذي يعطي التعليمات لتطاع و تنفذ ، و يخضع لها باقي الاعضاء و المنتسبين للادارة .

السيد وهبي و ان كان امينا عاما لحزب الاصالة و المعاصرة ، فانه و منذ لحظة اكتسابه لهذه الصفة السياسية ، و ما تفرضه عليه من تصرف سياسي ديمقراطي ، داخل حزبه و خارجه ، فانه يعطي انطباعا واضحا بان الامر لا يتعلق بالمجال السياسي و مايفرضه من علاقات نضالية و تطوعية بين اعضائه ، بل يتعلق الامر بالمجال الاداري الصارم المبني على التعليمات و الاوامر و العقاب .

ورغم ان كل خطابات السيد وهبي و مواعظه السياسية ، اتجاه مناضلي و خصوم حزبه ،يكون عنوانها البارز هو الديمقراطية و ثقافة الحقوق ،الا ان ممارسته تخلو بشكل تام من هذه الشعارات ، فالرجل اكتسب صفة الامين العام بدون شرعية انتخابية ، حيث تابعنا كيف انسحب كل منافسيه في مؤتمر حزبه الاخير ليتوج على راسه ، و كان الامر يتعلق بمباراة انتقاء ادارية لشغل منصب سامي .

كما تابعنا منذ اليوم الاول لشغل منصبه الجديد ، كيف عمل على تعطيل كل الاليات الديمقراطية داخل تنظيمه السياسي، مستعيضا بها بنهج التعيين كسبيل جديد للممارسة التنظيمية الحزبية ، حيث عمد الى تعيين مكتب سياسي بدل انتخابه كما تنص عليه قوانين الحزب ، و كيف جرد رئيس فريقه البرلماني من مهامه و عين بدله شخصا اخر دون استشارة احد ، و كيف استرسل في الاطاحة بامناء التنظيمات الجهوية لحزبه و تعيين المقربين له على رأسها ، و كيف رفع شعار  » انا وحدي مضوي البلاد »، في اشارة واضحة للتدبير الجديد الذي سيسود حزبه .

ان ما يقدمه السيد وهبي اليوم من اداء سياسي و تنظيمي هو اقرب للمنطق الاداري منه للمنطق السياسي و الحزبي ، فالديمقراطية غير قابلة للتعطيل و غير مرتبطة بالظروف و المتغيرات و الاهواء ، كما لا تستقيم مع ثقافة تصفية الحسابات او « شكون كان معايا او شكون كان ضدي  » ، و لا يمكنها ان تنبث او تعيش في وسط يكون فيه التعيين هو الحكم و الفيصل في تدبير العلائق داخل التنظيم الحزبي ،و الا تحول هذا الاخير الى ملحقة ادارية المطلوب منها و من المنتسبين لها هو اداء الخدمة و تنفيذ القرارات و التدابير الصادرة عن من يديرها و يترأسها .

من حق السيد وهبي ان ينادي بالديمقراطية و حقوق الانسان وووو… و من حقه ان ينتقد خصومه و منافسيه داخليا و خارجيا ، لكنه مطالب اولا ان يكون هو نفسه مؤمن بالديمقراطية و الحقوق و ان يمارسها اولا داخل حزبه و يجعل منه فضاءا لائقا بالمطالبة بها ، حيث لا يمكن ان تكون مستبدا و تطالب بالديمقراطية ، كما لا يمكن ان تكون فاقدا للشيء و تعطي الدروس للاخرين .

ما يقوم به السيد وهبي ،يمكنه وصفه و تصنيفه في اي خانة الا خانة العمل السياسي الديمقراطي ، فقوانين الاحزاب و طرق تدبيرها واضحة ، ولا يمكن باي حال من الاحوال اعتبار ما يقع اليوم داخل حزب الاصالة و المعاصرة ، عملا سياسيا او تنظيميا ، فكل الاشارات الصادرة عنه تدل ان الامر يتعلق بادارة او مرفق عمومي تدار فيه الامور بمنطق التراتبية التي يحتل فيها المدير العام راس الهرم الاداري داخلها .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *