المساوي يكتب : عبد المنعم محسيني …كفاءة استثنائية

عبد السلام المساوي

أسرة مناضلة نزعت من عبد المنعم للأبد الاحساس بالخوف والاستسلام …زرعت فيه الإمساك بزمام مسار حياته بكرامة وكبرياء ، والمضي قدما مهما صعبت المسالك …أسرة زرعت فيه الصمود والتحدي …تنفس عبق تربية هادفة ومسؤولة …تربية تعتمد الجدية والصرامة مرات وتعلن العطف والحب مرارا…

وفي البدء كانت الكلمة …كلمة  » اقرأ  » …وفي البدء عشق الطفل عبد المنعم الكلمة وداعب القلم …عز عليه أن يسقط فيستجيب لطيور الظلام …وأن يرضخ لدعاة الجهل والتخلف …من هنا اقتحم قطار الدراسة بعزيمة واصرار …انه عنيد وطموح …يروم شموخ جبال بني يزناسن …ومنذ بداية البدايات عشق الطفل عبد المنعم المدرسة بكل الحب للمعلمين ….والنموذج الذي يحتذى والمثال الذي يقتدى به هو الوالد رحمه الله ؛ الأستاذ أحمد محسيني ، وكان بحق رجل تعليم وتربية ونضال ؛ انخرط في التعليم قناعة واختيارا ، لا حرفة وارتزاقا …فالتعليم ليس مهنة ككل المهن ، وما ينبغي له أن يكون …أحمد محسيني مارس التعليم عشقا وحبا …ساهم في تربية اجيال مغرب الاستقلال….زرع حب الوطن …غرس قيم المروءة والكرامة …أشاع النور وساهم في. تبديد الظلام …وكان الأستاذ أحمد محسيني المعلم المربي لعبد المنعم في الأسرة والمدرسة ….

عبد المنعم منتوج تربوي مغربي جيد … ابن المدرسة العمومية…مسار تعليمي ناجح ….حصل على شهادة الباكالوريا سنة 1991 …وحصل على شهادة الإجازة في قانون التوثيق ودبلوم الدراسات العليا المعمقة في قانون الأعمال المغربي ….باحث في سلك الدكتورة في جامعة سطات بالمغرب وجامعة بوردو بفرنسا ….تلقى تكوينا في معهد الدراسات القضائية بفرنسا …

تكوين علمي وقانوني أهل عبد المنعم محسيني للاتصاف بكل خصال الإطار القانوني والسياسي التواق الى النجاح ؛ بخصال نظرية وسلوكية كاليقظة العالية والاحتراز ، والتقدم بخطوات محسوبة ، دون تسرع ودون تهور ، وتجنب السقوط في الاستفزاز ورد الفعل ، ورفض الانسياق وراء العواطف والأهواء مهما كانت نبيلة ، وتأهب دائم للمبادرة والفعل ، مسلح برؤية واضحة ، وبمنهجية علمية ، واقتراح حلول ومخارج ناجعة ، وامتلاك الحدس الذي يتجاوز ما هو كائن الى ما ينبغي أن يكون …

عبد المنعم عقلاني فكرا ، براغماتي سلوكا ، يمقت الانفعالات والانسياق وراء الشعارات والوقوع سجين الحماس الزائد ..
من هنا كان النجاح في الدراسة وكان النجاح في الشغل …
تعطر بوعي رجولي مبكر ، وضرب في الأرض في مرحلة حرجة من تاريخ المغرب ….

لقد وعى عبد المنعم على أسرة ترعرعت في مدرسة سياسية وطنية ومناضلة ، انها مدرسة الحركة الوطنيةالتي اعطت للوطن أجمل واحسن التجارب النضالية …
هو عبد المنعم اذن ،نما وترعرع في أسرة وطنية مقاومة ، الأم كانت مكلفة بالتنسيق بين أبيها رحمه الله أحمد البويعلاوي ورجال المقاومة …الأب أحمد محسيني كرجل تعليم مناضل في سنوات الجمر والرصاص كان يجمع الدعم ويوزعه على أسر رجال التعليم المعتقلين …وذاكرة مدينة بركان ، ذاكرة رجالاتها ونساءها تشهد بتضحيات وشجاعة الرجل …انه رجل ينتمي الى الجيل الذي رسم وما زال يرسم الى اليوم علامات وضاءة ليس من السهل أن يأتي الزمان بمثلها ، فهو جيل القيمة والقوة الفاعلة الذي حقق معه المغرب الشيء الكثير …
وحين بدأ تشكل الوعي السياسي والانخراط في الاختيار الصحيح …اختار ان يكون اتحاديا؛ اختيار النضال المؤسس على الإيمان بالمشروع الاشتراكي الديموقراطي الحداثي ، والمؤسس على نكران الذات والانفتاح على العالم….
عبد المنعم منتوج اتحادي خالص ، ارتشف السياسة في مدرسة الشجعان … اطار مقتدر….

مناضل بقناعاته…وما اسهل تاقلمه في المجال اذا اراد بمحض إرادته ، دون أن يخضع لأي أمر او قرار …يحب الحرية بمروءتها ومسؤوليتها …ويقول لا للوصاية والتوريث ، لا لإعطاء الدروس بالمجان …لم يسقط سهوا على الاتحاد الاشتراكي … لم يسقط حسبا ونسبا …هو اتحادي ايمانا واختيارا …اكتسب شرعية الانتماء بالقوة والفعل ، وانتزع الاعتراف والتقدير بالنضال والتضحية …انطلق من القاعدة ….هو الان عضو المجلس الوطني…

عبد المنعم محسيني ابن بركان …نبت في تربة هذا البلد …خرج من قاع المغرب …من شرقه …من بركان …22 غشت 1971 استقبلنا ميلاد طفل بعينين ضاحكتين تعبران عن الحب والتفاؤل …وفرحنا ورقصنا على انغام  » الركادة « … منذ طفولته كان عبد المنعم ممسكا بزمام مسار حياته ، حمل في صدره كبرياء القمم وإصرار الأنهار على المضي قدما مهما صعبت المسالك ، يشق مجراها بصبر وثبات…

بعد طفولة هادئة باللون الأبيض والأسود ، بالجدية وشيء من الشغب ،يصطحب ظله لمواجهة المجهول…لمجابهة المثبطات ، لعناق الامل ، ودائما يحمل في كفه دفاتر وورودا ، وفي ذهنه أفكار ومبادرات ، وعلى كتفه مهام وأحلام ، فهو يكره الفراغ…ان الزمان الفارغ يعدي الناس بفراغه …وحين يكون الشعور هامدا والاحساس ثابتا ، يكون الوعي متحركا …وعي بأن الحياة خير وشر ..مد وجزر…مجد وانحطاط …ولكن هناك حيث توجد الإرادة ويكون الطموح …تكون المبادرة ويكون التحدي …تكون الطريق المؤدية إلى النتائج …ويقول عبد المنعم » لا تهمني الحفر ولا اعيرها اي انتباه  » …

كان رفيقا دائما لجده المرحوم الحاج أحمد البويعلاوي، وصديقا ملازما لوالده الحاج أحمد محسيني …وهذه كانت وحدها مدرسة ؛ تعلم فيها حب الوطن ونبل الأخلاق بعناوين الوفاء والاخلاص ، الصدق والنزاهة ، الإستقامة ونكران الذات ….
منذ بداية البدايات كشف عن موهبة تمتلك قدرة النجاح ،كفاءة بعنوان الذكاء والاجتهاد ، ويظل دائما ودوما متمسكا بطموح النجاح في الحقل الذي يؤثث مساره ؛ القانون والسياسة …من نفهم مقالاته في فلسفة القانون ، خاصة في مجال الحكامة القانونية وسيادة القانون …

يكره الغدر والنفاق … يكره اللغة السوداوية والنزعة العدمية …يكره الأسلوب المتشائم ولغة الياس والتيئيس …لا…هو اطار جد متفائل ، والعينان تعبران بالابتسامة عن هذا التفاؤل …وهذا الطموح …وهذا الحب اللامشروط للمغرب رغم الكابة في السماء والأسى لدى الاخرين …قد يكون الماضي حلوا إنما المستقبل أحلى…

تقوم فلسفة عبد المنعم في الأداء الحزبي على مبدأ الانتماء ، فهو مشبع بهذا المبدأ ويرى أن الشعور بالانتماء هو مكمن الإحساس بالمسؤولية ومحرك المردودية وحافز الغيرة على الوطن وبطارية المبادرة والتفاني في القيام بالمهام المطلوبة في خدمة الوطن….

لا يمكن أن يحشر عبد المنعم في زمرة الانتهازيين ، فهو ليس منهم ، لأنها محصن ، ولكنه يعرف ان الطريق ألغام وكوابيس …وقائع وانفجارات ..دسائس واشاعات …لهذا يمضي بحكمة وثبات …يفضح الكوابيس وينبه الى صخبها …ينبه إلى الاغراءات ويحذر من مخاطرها …ليرتفع إلى مقام المسؤولية الملتزمة…
ألف تحية والف احترام لامرأة ، هي الزوجة والأم ، كانت وما زالت تملأ الفراغ …حين يكون هناك فراغ …

بعد مسار تعليمي ناجح كان الانخراط في عالم الشغل …والبداية كانت سنة 2002 مفتشا إقليميا بمديرية الميزانية بوزارة الاقتصاد والمالية ؛
سنة 2006 تم الحاقه بمؤسسة القرض العقاري والسياحي ككبير المكلفين بالقضايا الكبرى ؛

سنة 2009 تم الحاقه بالوكالة القضائية للمملكة كمتصرف رئيسي مكلف بتدبير المنازعات القضائية المدنية والجنائية والإدارية للدولة ؛
سنة 2015 ، سنة التحول النوعي في المسار المهني لعبد المنعم محسيني ، حيث ستبرز كفاءاته في المجال القانوني والتشريعي ، وستظهر اجتهاداته وابداعاته …سنة 2015 ، اذن ، تم الحاقه كمدير للفريق الاشتراكي بمجلس النواب ؛

وفي سنة 2017 تم تعيينه كمستشار عام لرئيس مجلس النواب مكلفا بالشؤون القانونية والقضائية….

وأبان عبد المنعم محسيني في المهمتين معا عن نجاح أبهر الجميع …ابهار ناتج عن عطاء كفاءة استثنائية …من هنا لم يكن صدفة ولا عبثا أن يختاره حزب الاتحاد الاشتراكي وكيلا للائحة الوردة بدائرة بركان في الانتخابات التشريعية المقبلة …انه اختيار موفق ومؤسس على امكانات الرجل ومؤهلاته …ومؤسس على تجربة ميدانية ناجحة بمجلس النواب كمدير فريق سابقا وكمستشار حاليا لرئيس مجلس النواب …انه الرجل المناسب في المكان والزمان المناسبين…
عبد المنعم محسيني كفاءة تستحق تمثيلية بركان في مجلس النواب …ولا شك أنه سيشكل قيمة مضافة لهذه المؤسسة التشريعية …ساكنة بركان الأصيلة المتأصلة عبرت عن مللها وتبرمها من الوجوه المستهلكة والفاسدة …انها تريد أن تمثل في مجلس النواب بكفاءات نزيهة وفاعلة ، وكذلك هو عبد المنعم محسيني …

تحية للأطر الحزبية ببركان ، حراس معبد الاتحاد الاشتراكي بهذه القلعة المناضلة … تحية للمرأة الاتحادية التي رفعت التحدي لكسب الرهان …تحية للشبيبة الاتحادية ببركان ، شبيبة ليست كالشبيبات ، شبيبة مناضلة ومتميزة بها نعتز ونباهي شبيبات المغرب ….تحية لكل الاتحاديات والاتحاديين ببركان …هؤلاء يشكلون سمفونية اسمها الاتحاد الاشتراكي …يشتغلون في انسجام وتناغم يرددون النشيد الاتحادي ( اتحادي اتحادي …)

عازمون …قادرون …قادمون …بركان يتكلم لغة اتحادية …بكل الحب لهذا الحزب ولهذا الوطن ( منبت الاحرار …).

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *