المغرب يدعو العالم إلى براغماتية شاملة تضع الإنسان في صميم عملها

دعا المغرب، يوم الخميس بباريس، خلال الجلسة العمومية للدورة 209 للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، إلى تعددية أطراف مبتكرة، براغماتية وشاملة تضع العنصر البشري في صميم عملها.

وتساءل السفير، المندوب الدائم للمغرب لدى منظمة اليونسكو، السيد سمير الظهر، أمام نظرائه: كيف نستعد لمرحلة ما بعد الكوفيد وبأية آليات؟ في الوقت الذي يتعين فيه على العالم رفع العديد من التحديات، بسبب وقع وتداعيات الجائحة، التي أضحت لا تحصى، حيث يأمل المغرب في البدء في التفكير الجماعي الآن، من أجل “تعددية مبتكرة، براغماتية وشاملة تضع العنصر البشري في صميم عملها”.

وقال الدبلوماسي المغربي، خلال هذا الاجتماع الذي حضرته المديرة العامة لليونسكو، السيدة أودري أزولاي، إنه في هذه المرحلة التي تتسم بالاضطرابات الكبرى، ينبغي على اليونسكو أن تستجيب لانتظارات الدول الأعضاء وتطلعات شعوبها إلى التنمية المستدامة، من أجل تعاون وشراكات دولية متينة، قائمة على التضامن، والاحترام، والكرامة.

وقال السفير، المندوب الدائم للمغرب لدى منظمة اليونسكو إن “مهمتنا تتمثل أساسا في إعادة تعريف دور اليونسكو كمنظمة رائدة في التعليم، من خلال إرساء أسس المستقبل، وإعادة التفكير في السياسات التربوية، والمناخية والاجتماعية لمرحلة ما بعد كوفيد-19، وتعزيز أولوية إفريقيا”.

وبعد الإشادة “القوية” بالتزام المديرة العامة لليونسكو من أجل التحول “الاستراتيجي” للمنظمة، اعتبر أن “هذا التحول يجب أن يأخذ بعين الاعتبار من الآن فصاعدا دروس وتداعيات هذه الأزمة غير المسبوقة والعالمية”.

وتابع السفير، المندوب الدائم للمغرب لدى اليونسكو “آمل أن تتولى المديرة العامة (لليونسكو) زمام المبادرة، علما أنها تتوفر على الشرعية، مع كل دعمنا للتفكير المبتكر بشأن تعددية الأطراف. تعددية مبتكرة وبراغماتية وفعالة وشاملة، تضع العنصر البشري في صميم عملها”.

وحسب الدبلوماسي المغربي، فإن اليونسكو تبدأ دورة خاصة وغير مسبوقة يتعين خلالها رفع العديد من التحديات، بسبب وقع وتداعيات “كوفيد-19″، الذي أضحت نتائجه غير محدودة، مضيفا “إن المحنة الصحية والاجتماعية والبشرية التي ستنجم عنه للأسف لا تزال لم تنكشف بعد. ونتيجة لذلك، فإننا مدعوون جميعا لمواجهة وضعية عدم اليقين بشأن التطورات المستقبلية لهذه الأزمة”.

لذلك -يضيف السيد الظهر- يطرح السؤال بشكل حاد: “كيف نستعد لمرحلة ما بعد الكوفيد، وبأية أدوات، حتى عندما يضطرب العالم، يتعين الاستمرار في ذات الآن في تدبير الطوارئ”، قائلا “من الواضح أن الوقع الخارجي للصدمة يدفعنا إلى عدم التفكير في” إعادة التشغيل”، بل في “إعادة البناء”.

وأكد السفير المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو أنه “من الواضح، أنه ينبغي على اليونسكو، القيمة على الشق المعنوي والأخلاقي لمنظومة الأمم المتحدة، أن تقودنا لبدء تحولات مستدامة في ديناميات المجتمع الدولي. وسيؤدي ذلك أيضا إلى الابتعاد عن مراجعنا السابقة، ومجالاتنا الوطنية في بعض الأحيان، وأن نحارب بقناعة بعض الاتجاهات الضارة في عالم ما قبل، الذي يتميز بمظاهر عدم المساواة، والتدهور البيئي، وأحيانا أوجه الحكامة غير المناسبة، من أجل القيام بقطيعة مثمرة”، معربا عن أمله في أن “يبدأ التفكير الجماعي على الفور اعتبارا لخطورة التحديات التي تتهددنا”.

واعتبر السيد الظهر الذي أشاد بالالتزام والجهود المستمرة لتنفيذ مختلف برامج اليونسكو وملاءمتها مع حقائق الجائحة، على الرغم من الصعوبات، مشيرا إلى أن “هذا الزخم ينبغي أن يتواصل ويتم تسريعه وفق منطق طموح وفعال لعمل اليونسكو”.

وقال “إذا أردنا أن نكون في مستوى الالتزامات المتعهد بها، ورفع مختلف التحديات التي يطرحها كوفيد-19، يجب علينا أن نتحرك سويا، بلدانا أعضاء وأمانة، جنبا إلى جنب، من أجل تعلم دروس الأزمة الصحية واتخاذ القرارات التي يفرضها علينا هذا الواقع الجديد”.

ومن هذا المنظور -يضيف الدبلوماسي المغربي- فإن مبادرة “مستقبل التعليم” تعد الخطوة الأكثر طموحا لمنظمتنا خلال هذه المرحلة. حيث تهدف إلى إعادة تصور سياسات التعليم، والمعرفة والتعلم عبر العالم، مع تسخير الذكاء الجماعي من أجل مستقبل أفضل.

وأكد السيد الظهر أنه “بعيدا عن عالمية المشروع، فإن مفهومه التعددي للمستقبل يأخذ بعين الاعتبار غنى تنوع المعرفة ويدعم مظاهر الغد المرغوب فيه للبشرية وكوكبنا. هكذا، من واجبنا إنجاح هذا المشروع، وتنفيذه على نحو جيد، وتقديمه إلى حكوماتنا من خلال التزام راسخ، متعدد الأبعاد، وطويل الأمد”، مشيدا بالدور الرئيسي للمديرة العامة لليونسكو في إطلاق هذه المبادرة.

وقال الدبلوماسي المغربي “إن نجاح هذا المشروع سيعزز، لا محالة، قيادة اليونسكو في المجال الاستراتيجي للتعليم العالمي، فضلا عن سلطتها الفكرية التي يجب الدفاع عنها والحفاظ عليها”.

وحسب السفير، المندوب الدائم للمغرب لدى اليونسكو، فإن “الحاجة إلى المناعة والحماية ستمر بالضرورة بتعددية متجددة ومدعمة”.

وخلص السيد الظهر إلى القول “قبل كل شيء، دعونا لا نقع في فخ التفكير في العالم المجزأ الذي كشفت عنه الأزمة، ما ولد لفترة معينة شعورا بعدم القدرة على العمل سويا (…) سنبني مستقبلنا معا، الترابط حقيقة واقعة والتعاون المتعدد الأطراف هو المفتاح”.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *