مثل ما فرقت الكرة الشعب الجزائري والشعب المصري، وتم استغلالها من طرف الساسة لتصريف الأزمات الداخلية، ها هي اليوم، نفس الكرة، تعطي درسا تاريخيا للأنظمة السياسية في تلاحم الجيران وحبهم لبعضهم البعض.
عندما انطلقت حملة “خاوة خاوة” الرامية إلى مساندة جماهير الجزائر والمغرب لمنتخبيهما، ظننت أنها فقط موجة “بوز” عابرة، وأنها مجرد فقاعة من فقاعات مواقع التواصل الاجتماعي.
وانا أتابع مقابلات المنتخبين، لاحظت تواجد الجماهير الجزائرية في كل مقابلات المنتخب الوطني المغربي، وكذلك ومثال في مباريات المنتخب الوطني الجزائري. حقيقة، ظننت مرة أخرى أنها مجرد صدفة، وان الأمر يتعلق بتواجد الجماهير بعين المكان، غير أنني، وبكل صدق، بدأت أفكر في الأمر بجدية.
حين أقصي المنتخب المغربي، لم أعد أتابع سوى مقابلات المنتخب الجزائري، فكان هنا اليقين، أن كل المغاربة، بدون استثناء، يقفزون فرحا لأهداف رفاق رياض محرز وكأنهم يقفزون فرحا لأهداف رفاق بوصوفة، يغنون أغاني الملاعب ويهتفون داخل المقاهي “وان تو ثري ڤيڤا لالجيري”.
لن أصدم إذا لاحظت السيارات تخرج لطريق كورنيش عين الذئاب إذا فاز المنتخب الجزائري بالكأس، لن أصدم إذا لاحظت أن مغربيا يبكي على إقصاء المنتخب الجزائري (لا قدر الله), فالأخوة اليوم بين الشعبين ليست شعار أو إحساس أقلية، بل هي حقيقة ميدانية تابثة ودقيقة، لا تغيرها إرادة نظام أو توجه مستعمر سابق يتقن فن “فرق تسود”.
آااااه لو يتحقق ذلك الحلم، فنركب سيارتنا ونسير في طريق سيار يربط الرباط بالجزائر العاصمة، وتعود زيارات صلة الرحم الأسبوعية بين أهالي وجدة والمسرات ووهران، ويزدهر اقتصاد البلدين وتعود الحياة كما كانت عليه سابقا. فلا المغربي مستفيد من اغلاق الحدود ولا الجزائري كذلك، وليس هناك من مستفيد غير من يمتهنون صفقات الأسلحة والاتجار في البشر والتهريب وتزويد نيران الخلافات.
أظن أن الشعب المغاربي اليوم واع أكثر من أي وقت مضى، وأظن أن الوقت قد حان كي يطوى هذا الملف للأبد، وأن تفتح الحدود وتذوب الخلافات ويسعد بذلك المغربي والجزائري، فيكون الشعبين يدا واحدة في مواجهة كل من عادانا أو مسنا بسوء، وهذا ما كان عليه أجدادنا، فالتاريخ يشهد على تنسيق الحركة الوطنية بالبلدين لمواجهة المستعمر، وكيف كان الرجال الحقيقيون بالبلدين يدعمون بعضهم البعض.
سينتصر حب الشعوب وسينتصر السلام وستفتح الحدود بإذن الله