لأول مرة منذ اندلاع الحرب في البلاد، مطلع العام 2015، تتعالى أصوات الموسيقى في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، لتعطي صورة عن لهفة وشوق اليمنيين للحياة والفن بعد سنوات انقطاع.
ففي مسرح “الهواء الطلق” بتعز، مساء الجمعة، جابت أنغام موسيقى الفرقة الفنية التابعة لرئاسة الجمهورية أرجاء المكان، وذلك ضمن إحياء الذكرى الـ 54 لثورة 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني (1939-1962).
وقدمت الفرقة الفنية مجموعة من الأغنيات والمقطوعات الموسيقية، وسط حضور للمئات من اليمنيين ومسؤولين محليين، في المدينة المحاصرة من مليشيات الحوثيين، وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح.
وقال مدير الثقافة في تعز، عبد الخالق سيف، إن الحفل الذي تفاعل معه مئات من السكان، “أعطى صورة بليغة عن لهفة وشوق اليمنيين للحياة والفن بعد سنوات الحرب”.
وأضاف سيف، في تصريحات على هامش الحفل، أن “تعز تقدم رسالة محبة للحياة عندما تستضيف أول حفل غنائي منذ اندلاع الحرب في البلاد، وفي ظل الحصار المفروض على المدينة”.
وأشار إلى أن الحفل الذي استمر نحو ساعتين، يؤكد أن مدينة تعز التي تشهد أسوأ الحروب، “هي فعلاً عاصمة للثقافة اليمنية”.
ومنذ أواخر سبتمبر الماضي، يزور وفد حكومي مكوّن من نائب رئيس الحكومة، عبد العزيز جباري، ووزراء آخرين، مدينة تعز، وبدؤوا بتنفيذ عدد من المشاريع والأنشطة لتطبيع الحياة فيها.
ويحاصر مسلحو الحوثي تعز، التي تخضع معظم أحيائها لسيطرة القوات الحكومية الشرعية، منذ أكثر من عام، وفي 18 أغسطس من العام الماضي، تمكّنت قوات الحكومة من كسر الحصار جزئياً من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة.
ويشهد اليمن منذ أكثر من عامين حرباً بين القوات الحكومية من جهة، ومسلحي الحوثي، وقوات صالح من جهة أخرى، خلّفت أوضاعاً إنسانية صعبة، في حين تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات.