افتتحت اليوم الخميس بمقر البرلمان المغربي أشغال الدورة الاستثنائية الـ26 لمنتدى رؤساء ورئيسات المؤسسات التشريعية في أمريكا الوسطى وحوض الكاراييب والمكسيك “الفوبريل” والتي تخصص لمناقشة مختلف أشكال التعاون جنوب-جنوب.
وفي هذا الصدد قال النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين في كلمة ألقاها بهذه المناسبة ” يشرفني في البداية أن أرحب بكم في أرض السلم والتعايش والحوار وتلاقح الحضارات، بلدكم الثاني المغرب، والتعبير عن اعتزازي بالمساهمة في افتتاح أشغال هذا اللقاء الرفيع والبالغ الأهمية.
وتابع ميارة ” كما أنها مناسبة لتحية وتهنئة كل مكونات الفوبريل على الجهود التي تبذلها من أجل تعزيز التعاون البرلماني مع المملكة المغربية، والتأكيد على استعدادنا في البرلمان المغربي لمواصلة العمل سويا من أجل الرقي بعلاقات التعاون بين مؤسستنا التشريعية وبرلمانات أمريكا الوسطى والكاراييب إلى مستوى طموحات شعوبنا والى مستوى التحديات التي تواجهنا جميعا على كافة المستويات.”
ونوه النعم ميارة بالمواضيع والقضايا التي المطروحة في جدول أعمال في هذه الدورة، وهي القضايا التي نشترك، بفعل اعتبارات التاريخ وانتمائنا الجغرافي في مواجهتها.
وزاد ميارة قائلاً ” فإذا كان لقاؤكم الأول بالمملكة المغربية سنة 2016، قد تناول موضوع “التعاون جنوب – جنوب”، والذي لا شك أن خلاصاته وتوصياته قد أسهمت في مقاربة التحديات والرهانات المشتركة ورسمت آفاقا جديدة في تعزيز برامج التعاون جنوب-جنوب، فإن الموضوع الذي اخترتموه لدورتكم السابقة لسنة 2017، وهو “الهجرة بين الجهوية” يمثل إحدى أعقد التحديات التي تواجهها بلدان الجنوب وإحدى الرهانات الكبرى التي تدعونا الى التفكير والعمل والترافع المشترك من أجل اعتماد مقاربة كفيلة بضمان حقوق المهاجرين وذويهم و قائمة على تعزيز حقوق الإنسان ومحاربة كل أشكال التمييز وتمتين قيم التسامح والتضامن بين الشعوب.”
كما أضاف ” وهكذا فإن اختياركم اليوم لموضوع التعاون جنوب-جنوب وتحديده في آفاق التعاون والتبادل بين الدول الافريقية وأمريكا الوسطى والكراييب والمكسيك الى جانب استقراء التجارب الوطنية المغربية الرائدة في مجال تدبير القضايا المرتبطة بالهجرة وفي مجالات الطاقات المتجددة والبيئة والتغيرات المناخية، يعتبر كذلك تأكيدا منكم على الأهمية الاستراتيجية التي يوليها المغرب لدعم هذا التعاون، التعاون جنوب-جنوب، وهو الخيار الذي يقوده ويرعاه جلالة الملك محمد السادس نصره الله، كما أن هذا التأكيد نابع دون شك من ملحاحية واستعجالية صياغة أجندة عمل مشتركة كفيلة بطرح التصورات والأفكار والبدائل وتعزيز الآليات المؤسساتية القادرة على توفير الفضاءات والمساحات لتبادل التجارب والممارسات الفضلى في هذه القضايا وغيرها من الرهانات والتحديات التي نتقاسمها بحكم انتمائنا لدول الجنوب.”
فهذه الرهانات والتحديات والمتغيرات الجيوسياسية، هي التي حكمت تفكيرنا في البرلمان المغربي في إرساء المنتدى البرلماني لشعوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية، “الأفرولاك”، كإجابة على الضرورة الملحة لتطوير دبلوماسية برلمانية ومدنية ناجعة واستكشاف فضاءات جديدة للتعاون المتعدد الأبعاد وتعميق البعد الاستراتيجي الذي من شأنه جعل التعاون بين بلدان المنطقتين نموذجا للشراكة جنوب-جنوب، وفق منطق شراكة تضامنية من شأنها التخفيف من الآثار السلبية لعدم الاندماج على كافة الأصعدة.
واشار النعم ميارة ” إننا نسعى أن يكون هذا المنتدى البرلماني بمثابة آلية للترافع وإسماع صوت شعوب القارتين بشأن قضايا السلم والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة والعدالة المناخية والصحية والحكامة الديمقراطية العالمية وسيادة القانون وحقوق الإنسان.”
وفي سياق الإشارة دائما الى ما تستلزمه هذه الرهانات و التحديات من تكثيف وتمتين لتعاوننا وعملنا البرلماني المشترك، أود اغتنام هذه المناسبة للتعبير عن اعتزازي العميق واعتزازنا في البرلمان المغربي، بمخرجات منتدى الحوار البرلماني بين مجالس الشيوخ والمجالس المماثلة والاتحادات البرلمانية الجهوية والإقليمية في إفريقيا والعالم العربي بنظيراتها بأمريكا اللاتينية والكراييب، وهو المنتدى الذي حظي بالرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والذي نظمه مجلس المستشارين يوم 04 من شهر مارس الماضي، وهو المنتدى الأول من نوعه الذي استطاع ضم وتوحيد المؤسسات التشريعية لثلاث مجموعات جيو سياسية ذات مكانة وأهمية ومكانة كبرى في منظومة البلدان المشكلة لمحور الجنوب.
وقال كذلك النعم ميارة ” كما تعلمون فهذا المنتدى الذي تميز بمداولات ومداخلات قيمة لرؤساء وممثلي مجالس الشيوخ بأزيد من 32 دولة، توج ب”إعلان الرباط عاصمة للتعاون جنوب-جنوب”، هذا الإعلان الذي حظي بترحيب من جامعة الدول العربية في اجتماعها ليوم 9 مارس الماضي بالعاصمة القاهرة، كما كان موضع تثمين وانخراط العديد من الاتحادات والمنظمات البرلمانية الجهوية والاقليمية وضمنها قراركم الصادر يوم 11 مارس 2022 في إطار اجتماعكم العادي الأربعين الذي انعقد بالمكسيك والذي نص على دعمكم وتثمينكم ل “إعلان الرباط عاصمة للتعاون جنوب-جنوب”.