انفراجات وهبي السياسية !!!

ابو مهدي

في خرجة مثيرة ، أكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ، عبد اللطيف وهبي ، خلال تدخله بمجلس النواب على اثر مناقشة القوانين الانتخابية ، ان المغرب بحاجة لانفراج سياسي ، و ان الظرفية الدقيقة التي يمر منها على المستوى الاقليمي و الدولي ، لا تحتاج ان يشير الينا البعض بالاصابع حول قضايا مرتبطة بتجاوزات سياسية و حقوقية .

في الحقيقة اذا قمنا بالنظر الى هذه الخرجة بشكل سطحي، يمكننا ان نحيي وهبي على هذه الجرأة و هذه الصراحة و هذه الشجاعة ،لكن اذا قلبنا الامر و تمحصنا في تفاصيلها ، فيمكننا القول ان هذا الامر « تسنطيح  » ما بعده  » تسنطيح  » ، فالرجل الذي يقود الحزب الذي يشكل اهم عنصر من عناصر تأزيم الحياة السياسية ، ينادي و هو على قمة هذا الحزب بتحقيق انفراج سياسي .

السي وهبي الذي استلم حزب الأصالة والمعاصرة ، باعيانه و بيسارييه و بخيلوطته و جيلوطته ، ينادي اليوم بالانفراج السياسي !!! قد يكون الضحك تعبير عن الامتعاض من هذا الهذيان ، لكن في حالة الاستاذ وهبي اظن ان اللطم على الخذوذ و « الفخاض  » سيكون له اثر اكبر على هذه الصلابة التي تميز وجه الرجل و هو يتحدث عن الانفراج السياسي .

وهبي الذي يقود حزب بمنطق انا « وحدي مضوي البلاد » ، و بشعار الحديد و النار ، في مواجهة كل من يعارض او ينتقد ، يريد اليوم تحقيق الانفراج السياسي في البلاد ، وهبي الذي يقود حزب بدون مكتب سياسي و بدون أجهزة محلية و جهوية ، يخشى على المغرب من اصابع الاتهام السياسية و الحقوقية .

طيب ،لنجاري السيد وهبي في مطلبه الشجاع و لنتسائل معه عن معنى هذا الانفراج الذي ينادي به ، هل يقصد به ادانات الجنس و الشذوذ ، التي تورط بها بعض « المحميين » بالمغرب ، ام يقصد به حراك الريف و ما لفه من غموض في الارتباطات و الغايات ، ام ماذا يقصد به بالضبط و في هذه الظرفية بالذات.

في الحقيقة ، كلام وهبي عبث لا يتوافق لا مع ما يجري في المغرب ، و لا مع طبيعة حزبه الموسومة بخطيئة النشأة ، و ما هو الا زيادة في الالتباس السياسي الذي يحاول البعض زرعه في المغرب خلال هذه الفترة، من اجل مكاسب انتخابية بخسة ، و من اجل الحصول على شواهد عذرية مزيفة يعلم الكل حقيقتها .

الانتخابات اليوم ، يجب ان تجري في ظروف اكثر نضجا و اكثر وضوحا ، يلعب فيها الفاعلون السياسيون ادوارهم الحقيقية ، و يتحملون مسؤولياتهم ، بعيدا عن المزايدات ، و المواقف النابعة من جنون الليل و مس الهرطقة ، و يتجهوا نحو الشعب المغربي ببرامج و رؤى سياسية واضحة ، تقدم له الحلول الجادة لتلبية طموحاته و رهاناته و تطلعاته .

ربط الانتخابات بالانفراج السياسي ، هو نوع من اللامسؤولية و تعبير عن العبث الذي يطبع بعض السياسيين ، و يضرب في العمق ما يقوم به المغرب اليوم من مجهوذات جبارة على كافة المستويات ، و هو كذلك تهريب للنقاش الحقيقي الذي يجب ان يطبع هذه المرحلة ، التي يجب ان تكون الانتخابات قوسا يفتح لتوطيد مسيرة الإصلاح الذي نهجه المغرب .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *