بعد ضجة تهجير الأدمغة..آتوس تقيل عدد من مسؤوليها في المغرب

تبعات الضجة التي أثيرت في شهر فبراير حول”  أتوس”  المغرب بعد الاستنكار وردود الأفعال التي لاقته سياسة تهجير الأدمغة المغربية لأتوس المغرب في الوسط الرقمي وعالم الاعمال وشبكات التواصل الاجتماعية؟ إذ حسب مصادرنا، تقوم الشركة بإقالة مجموعة من أطرها ومواردها البشرية بفرعها المخصص لنقل الخدمات، وأول الذين طالهم هذا التغيير مدير فرع الدارالبيضاء، رضوان مبشور.

لم يظل الجدال الذي أثير حول آتوس المغرب بدون تبعات، إذ تمت تنحية مدير فرع آتوس لنقل الخدمات بالبيضاء خلال شهر مارس الماضي، حسب ما ذكرته مصادرنا. ولتعويضه تم تعيين إطار كبير من الشركة الأم وهو الإيطالي-الفرنسي جيوفاني دي فرنسيسكو الذي كان يشغل منصب ”  المدير المكلف بالمبادرات الاستراتيجية وتحويل البرامج الرائدة”  بأتوس فرنسا لمدة 18 سنة.

ضجة عارمة أثارها إعلان لأتوس، يدعو فيه مهندسين مغاربة إلى فعالية للتوظيف السريع في الدار البيضاء لأجل الترشح لمناصب شاغرة في فرنسا. وقد سارعت الشركة الفرنسية التي تتمتع بمزايا ضريبية في المغرب إلى محاولة إخماد الجدل، رغم أن نهجها يخفي بين طياته استراتيجية “لتهجير الأدمغة”  بقيادة ثيري بروتون ومساعديه في باريس.

وهكذا لم يدخر العملاق الرقمي جهدا لتنميق عرضه وإغراء “المواهب المغربية”  التي تمت دعوتها إلى ملتقى “التوظيف السريع”  الذي دام ساعتين، يوم 16 فبراير، في فندق بالدار البيضاء مع وعد للمرشحين الذين وقع عليهم الاختيار بالتوظيف المباشر. وأشار الإعلان الى عرض 200 وظيفة وقدمها “كفرص طويلة الأمد “ . ولتشجيع المترددين منهم، تضمن العرض إمكانية لإعادة إدماج المهندسين بفرنسا ضمن فرق أتوس المغربية “بناء على طلب بسيط منهم “ .

تعاني أتوس، شأنها شأن كبريات الشركات الأخرى في القطاع، من عجز مُزْمِنٍ في الموارد البشرية عالية الكفاءة. ولمعالجة هذا العجز، تم وضع مخطط استعجالي سمي “أتوس الآن”  تحت شعار جذاب : “انطلق وعقد عمل بحوزتك !” . ونشرت صحيفة الإيكونيميست في ماي الماضي، أن الحملة التي أطلقت في 2018، مكنت من توظيف أكثر من 200 متخصص في المعلوميات وترحيل الخدمات بفرنسا.هذا المخطط الذي أدى الى تسريح رضوان مبشور. 

ولم تقتصر الاقالات على مبشور فقط بل طالت مدير البنيات التحتية ومديرا آخر كان يسهر على توجيه مساعدين بسبب “تغيبه”  المستمر في نهاية رمضان. كما تشير مصادرنا الى أن أولاءك”  الذين يرفضون التفاوض حول تسريحهم يرزحون تحت ضغط العقوبات” .

بالإضافة الى أنه تم “إخلاء موقع نقل الخدمات رقم 10″ ، دون تحديد ما إذا كان سيتم البحث عن موقع جديد للخدمات أو تحديد ما إذا كان سيتم إعادة توزيع الموارد البشرية على مواقع نقل الخدمات الأخرى..

أتوس التي تعد من بين أكبر عشر شركات للخدمات الرقمية عالميا، شهدت زيادة صافي أرباحها بنسبة 5 % أي بـ630 مليون أورو. كما يقدر رقم معاملاتها بـ12.3 مليار أورو، بارتفاع يقدر بـ1.2 % (بأسعار الصرف الثابتة)، وتوظف حوالي 120 ألف مستخدم في 73 بلدا.

وتنشط أتوس في المغرب بمنظمتين منفصلتين بقيادة المدير التنفيذي ثيري بروتون : أتوس المغرب التابعة لآتوس الشرق الأوسط وشمال افريقيا (مينا) برئاسة صفية فرج والتي لا تستفيد من الإعانات التي تمنحها الدولة، لهذا تستهدف السوق المغربية فقط. بالإضافة الى أتوس لترحيل الخدمات المُدْمَجَة تحت لواء أتوس فرنسا.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *