بناء الانسان المغربي.. من فاطمة الفهري الى الحاجة فاطنة المدرسي

عبد السلام المساوي

هي امراة استثنائية بمواطنتها …هي امراة نبتت في تربة هذا البلد ….هي الحاجة فاطنة رفيقة المجاهد المقاوم سي أحمد المدرسي _ العربي …هي من تحملت مع زوجها سي أحمد رمز النضال والوطنية ، تحملت معه اعباء الجهاد والعذاب …هي من كانت حاضرة بقوة ونبل مع زوجها لما تحول منزله عمليا الى مركز للمقاومة ..

تأتي الحاجة فاطنة في زمن مغربي صعب وعسير ..تاتي لتبشر بالمستقبل ومعانقة الأمل …تأتي لتعلن الانتصار على الجهل والظلام…تأتي لتملا وطننا خصبا ، وبيادرنا حبا وحبا ، تأتي لتنشر الكلمة وميلاد الانسان …جمعتنا الفرحة بشموخ امراة مغربية …انها الحاجة فاطنة المدرسي …

تاتي لتسقي بحب الانسان / المرأة الطلبة والطالبات ، ضحت وساهمت في تجنيبهم لسعات الشوك ومنحهم الامل في المستقبل ، تأتي لتملأ البلد عطرا بعد أن ملئت عنفا وجهالة …فالمرأة لها قلب والام لها احساس …والحاجة فاطنة صاحبة قضية …فهذه قناعتها …وهذا واجبها ..وهذه مهمتها ..والا فليرحل من هذا العالم الذي هو في حاجة الى العواطف النبيلة وشيء من التضحية ….هكذا نرى الحاجة فاطنة ترى الاشياء …وهكذا نتصورها تتصور العالم الذي نحن فيه …فليخجل من انفسهم  » هن  » أولئك الذين يحصدون والحاجة فاطنة تزرع …

الحاجة فاطنة … يكفيك فخرا انك نلت حب الناس جميعا ، وبالنسبة لطالبات وطلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بجامعة محمد الأول بوجدة ، ومعهم الأمهات والآباء ، فانت الحب كله …أنت الأم… امرأة مغربية أصيلة …الرفيقة الوفية للمقاوم سي أحمد العربي ..

الحاجة فاطنة المدرسي هي المرأة الفاضلة التي وهبت مالها لبناء المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة . وتعتبر وبحق ثاني امرأة قامت بهذه المبادرة العظيمة بعد فاطمة الفهري التي تبرعت بمالها لبناء جامعة القرويين بفاس التي تعتبر من أعرق الجامعات في العالم .

واعترافا بجميل ما قدمته ، أطلق رئيس جامعة محمد الأول اسمها على أحد مدرجات المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة، ضمن أسماء علماء اطلقوا على مدرجات مؤسسات جامعة محمد الأول …لقيت المبادرة في حينها وما زالت تلقى إشادة وتنويه الرأي العام بجهة الشرق ، فضلا عن عبارة  » شكرا الحاجة فاطنة  » التي عمت جميع مواقع التواصل الاجتماعي .

كما ساهمت الحاجة فاطنة المدرسي بمالها في بناء » مركز الدراسات والأبحاث الانسانية والاجتماعية « و هذا الانجاز كفيل بأن يخلدها في سجل العظماء ؛ لقد ملأ فراغا فظيعا ، وأنقذ نخب وجدة وأهاليها من الخواء الفكري والجمود الثقافي …

في الثمانينيات والتسعينيات وما بعد ، كان الفاعلون السياسيون والنقابيون ، كان الحقوقيون والمثقفون يعلقون انشطتهم لغياب فضاء عمومي يحتضنها ، وكانوا يواجهون حصارا مزدوجا : حصار السلطة وحصار المكان . والنتيجة تراجع الفكر والثقافة ، انكماش الفن والابداع ، عقم السياسة والنقابة . كان البؤس عنوان المرحلة ؛ وجدة مدينة تاريخية ، مدينة الخلق والانتاج ، عاصمة جهة الشرق بتاريخها وأمجادها ورجالاتها ونسائها ، بدون فضاء ثقافي ؛ لهذه الأسباب وغيرها يعتبر  » مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية والاجتماعية  » انجازا تاريخيا بجميع المقاييس ، معلمة تفرض على كل من زارها أن يدعو لمن ساهم في انجازها بكرة وأصيلا ؛ هندسة معمارية راقية ، بناية جميلة جدا ، فضاءات شاسعة وأنيقة ، تجهيزات عالية الجودة …انها تحفة وبامتياز …انها مكان جذاب يحج اليه الفاعلون في مختلف الحقول ، ومركز استقطاب للمستثمرين والسياح ….يضاف الى هذا كله أن أبوابه مفتوحة في وجه الجميع بغض النظر عن الانتماءات السياسية والقناعات الفكرية …مركز ناظم للتعدد

والاختلاف …فتحية للحاجة فاطنة المدرسي وتحية لكل من ساهم في هذا الانجاز الذي يكاد يكون أسطوريا…

المرأة التي تستحق منا الف تحية والف تقدير والف احترام هي الحاجة فاطنة المدرسي ، هي من قزمت تجار الدين وتجار الاحسان ، هي من اثبتت أن المرأة المغربية اصيلة ، وطنية ومواطنة ، هي من كشفت عن تهافت خطابات الاسلامويين الشعبوية والديماغوجية ، وكل من يوظف الأعمال  » الخيرية  » توظيفا إنتخابويا  » صوروني وشوفوني رني ندير الخير!!!  » …

الحاجة فاطنة ليست من زمرة هؤلاء واولئك لأنها رضعت الكرامة في معبد الشجعان ، في دار رفيقها سي أحمد المدرسي _ العربي …

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *