هاجم الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في نقد ذاتي قاس المرحلة السابقة، والتي تزامنت مع انتخابات 2016 واعتبر حكيم بنشماش أن باب الحزب فتح على مصراعيه لمن « هب ودب في عالم كسب الأصوات الانتخابية، مهما كان الثمن وتقاعسنا عن البحث النظري واحتقرناه وأحجمنا عن التكوين والتـأطير للأجيال الجديدة من الملتحقين بصفوفنا وابتعدنا عن مبادئ الحكامة الجيدة في تدبير أمورنا الداخلية ».
واضاف بنشماش في كلمة افتتاحية لدورة المجلس الوطني زوال يومه الأحد، بقصر المؤتمرات بسلا أن « الثمن كان هو تقاعسنا عن البحث النظري، الذي احتقرناه وأحجمنا عن التكوين والتـأطير للأجيال الجديدة من الملتحقين بصفوفنا وابتعدنا عن مبادئ الحكامة الجيدة في تدبير أمورنا الداخلية، كما أننا تركنا منتخبينا بلا بوصلة ملائمة في مجال تدبير تحالفاتهم بل وأساسا في مجال تدبير وحل مشاكل المواطنين وتخلينا عن وعودنا فيما يتعلق بسياسة القرب.
وزاد بنشماش في خطابه، الذي اعبتره بعيدا عن لغة الخشب أن « كل ذلك أدى بالمواطنين إلى تشكيل نظرة عن حزبنا لا تشبه في شيء ما وعدناهم به بل هي نظرة تصنفنا اليوم ضمن نفس النسق الحزبي المُرَاد تأهيله كي يتماشى مع المرحلة التاريخية اليوم في بلادنا وفي بلاد الجوار ، حسب نفس المتحدث، الذي أضاف أن كل هذا تزامن مع تصرف عدد من الفاعلين الحزبيين الذين تنقصهم الحجة والحضور والامتداد التاريخي فيتخصصون في انتظار الإشارات وفي ادعاء “القرب“ وفي ضرب مبدأ تحمل الفاعل الحزبي والمؤسساتي للمسؤولية في الصميم عن طريق ادعاء أن كل ما يتم إنجازه في المغرب يعود حصرا إلى المؤسسة الملكية، فإننا نقف على حقيقة مفادها أن هؤلاء لا يعنيهم تقدم نظامنا السياسي في توسيع مسؤولية القرار والتدبير السياسيَيْن ومن ثمة إعطاء معنى للمحاسبة، بقدر ما تعنيهم استراتيجية القرب المريح الذي يهم مصالحهم الضيقة قبل مصالح المواطنين، لا يهمهم في ذلك إذكاء الجدالات المستحكمة العقيمة وسط الأغلبية الحكومية الحالية مع ما يحدثه ذلك من ضبابية لدى المواطن تزيد من عزوفه عن العمل السياسي، بل وكرهه للسياسة والسياسيين ».