بن شماش يستعرض أمام الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون بأوربا التجربة المغربية في مكافحة الارهاب والتحولات المناخية

إعتبر رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش في كلمته بأشغال الدورة الخريفية الـ18 للجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون بأوربا أن مكافحة ظاهرة الإرهاب تشكل على المستوى الإقليمي أحد أكبر التحديات التي يتوجب تقوية التعاون وتوطيدالتكامل من أجل رفعها ، خاصة في ما يتعلق بالتعاون الأمني، القضائي و تبادل الخبرة و المعلومات والتجارب.

وشدد على ضرورة البحث عن إجابات تشريعية و سياسات عمومية فعالة، على الإدماج الاجتماعي للفئات الهشة الأكثر عرضة للتهميش و لمخاطر الانزلاق نحو التعصب و التطرف الديني، بما فيها سياسات التشغيل و تطوير عرض التعليم و التكوين و سياسات العدالة الاجتماعية بشكل عام وبرامج مكافحة خطاب الكراهية و العنصرية و التطرف، التي تعتبر مداخل أساسية للقضاء على الأسباب البنيوية المغذية للإرهاب.

وتحدث بن شماش عن التجربة المغربية في مكافحة هذه التهديدات، والتي أكد أنها تعتمد على مقاربة استباقية ، وبأن المجهود المتظافر لسياسات إعادة هيكلة الحقل الديني التي يشرف عليها جلالة الملك شخصيا بصفته أميرا للمؤمنين، و تكريس الطابع المركزي لقيم الإسلام السمح، و مساعي الرعاية اللاحقة و المراجعات الإرادية و التدريجية التي قام بها عدد من المحكومين سابقا في قضايا الإرهاب ، إضافة إلى مسلسل مراجعة مناهج التربية الدينية هي كلها مساعي يمكن في حالة قراءتها كجزء من إستراتيجية شمولية أن تعتبر عناصر مقاربة مغربية خاصة في مجال سياسات الوقاية من الإرهاب، مقاربة محصنة بضمانات دستورية و اتفاقية دولية متينة.

وفي موضوع « رهانات البيئة والتنمية الاقتصادية ومكافحة آثار التحولات المناخية في البحر الأبيض المتوسط »، ذكر بن شماش بالارتباط العضوي بين مكافحة آثار التحولات المناخية والحد منها و أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030 ولاسيما الهدف 7 المتمثل في  » ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة » و الهدف 11 المتمثل في  » جععل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة » وكذا الهدف 12 الخاص ب » ضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة » و الهدف 13المتعلق ب » اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغيّر المناخ وآثاره » دون إغفال الهدف 14 المتمثل في  » حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة ».

وأستشهد بتشخيص الملك محمد السادس للوضعية الحالية لكوكبنا، حيث شدد عبر رسالته السامية إلى المشاركين في أشغال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء البيئة، التي انطلقت أشغالها يوم الأربعاء 02 أكتوبر 2019 بالرباط، على أنه: « لقد أضحت إشكاليات البيئة والتنمية المستدامة أحد الرهانات الكبرى التي تواجه العالم، بحيث أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث الدولية، استنزافا غير مسبوق للثروات الطبيعية، وارتفاعا مهولا في نسبة التلوث، واختلالا عميقا للتوازن البيئي على الصعيد العالمي، مع ما يترتب على هذه الوضعية المقلقة، بل والخطيرة، التي يعيشها كوكبنا اليوم، من آثار سلبية واضحة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وكذا الصحية. وهو ما ينذر بحتمية المخاطر المحدقة بكل بلدان المعمور، خاصة الهشة منها. »

وتبعا لذلك، ألح صاحب الجلالة على أن « التصدي للمشاكل البيئية الملحة، والتي لا تقف الحدود السياسية ولا الجغرافية أمام تأثيراتها السلبية، لا يمكن أن يتم إلا في إطار تعاون وطيد بين الدول. فليس بمقدور أي دولة بمفردها، مهما بلغت إمكاناتها، مواجهة هذه المشاكل ».

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *