بن شماش يطالب بإنقاذ الجياع في العالم

دعا حكيم بن شماش، رئيس مجلس المستشارين ورئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة لها بإفريقيا والعالم العربي، البرلمانيين في أفريقيا والعالم العربي إلى تحمل مسؤولياتهم من خلال الإسهام في إذكاء الوعي بأهمية ضمان الأمن الغذائي لجميع المواطنات والمواطنين والبحث عن سبل معيشة مستقرة تكفل لهم حياة عادلة وكريمة.

وشدد رئيس مجلس المستشارين. في مداخلة ألقاها يوم الخميس 31 أكتوبر 2019، خلال الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية حول موضوع “البرلمانات ورهان الأمن الغذائي”، التي نظمها مجلس المستشارين تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، (شدد) على ضرورة تسريع وتيرة العمل من أجل ضمان الأمن الغذائي وإنقاذ مئات الجياع في العالم، خاصة في القارة الافريقية.

وبمناسبة اقتراب الاحتفال بمرور خمس سنوات على اعتماد أهداف التنمية المستدامة، دعا بن شماش جميع الفاعلين الأساسيين في هذه الأجندة التنموية العالمية، من وكالات الأمم المتحدة وحكومات وبرلمانات ومنظمات المجتمع المدني لجعل سنة 2020 سنة المرور إلى السرعة القصوى في تعزيز الأمن الغذائي العالمي والتأسيس لـ”عالم خال من الجوع”، وذلك من خلال تكثيف الجهود وتحيين الاستراتيجيات الوطنية والدولية المتعلقة بالأمن الغذائي، بما ينسجم مع أهداف التنمية، عبر تطوير وتطويع التكنولوجيا لتوفير الغذاء وتعزيز الأمن الغذائي.

وبالإضافة إلى ذلك، طالب بن شماش، بضرورة التنفيذ الفعلي لأجندة 2063 للتنمية، التي تعد إطارا تنمويا واعدا للقارة الإفريقية، علما بأن الأمن الغذائي يوجد في صلب اهتماماتها خاصة على صعيد استراتيجية العلوم والتكنولوجيا والابتكار 2024، والبرنامج الشامل للتنمية الزراعية في أفريقيا الذي تم اعتماده منذ 2003، مشددا على ضرورة ضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى التغذية السليمة، والتفكير في أساليب مبتكرة لتعزيز وفرة الغذاء من خلال الاستثمار في التكنولوجيا لدعم البحث العلمي والاستفادة من المكتسبات العلمية والتقنية التي يتيحها الذكاء الاصطناعي. وذكر بن شماش، في هذا الصدد، بدعوة جلالة الملك في الرسالة التي وجهها إلى المشاركين في معرض ميلانو ايكسبو 2015، حيث قال جلالته إنه “يتعين رفع الإنتاج الزراعي العالمي بنسبة لا تقل عن 70 بالمائة، خلال العقود المقبلة، من أجل مواكبة وتيرة النمو الديمغرافي، فالرهان الحقيقي الذي يجب كسبه اليوم، هو ضمان التغذية السليمة والمتوازنة لجميع الشعوب، وذلك بتحقيق تنمية مستدامة وفعالة، والتعاون في المجالين الغذائي والطاقي. وهذا هو التوجه الذي اخترناه لبلدنا، اقتناعا منا بضرورته وإيمانا بنجاعته”. (انتهى كلام صاحب الجلالة).

إلى ذلك، ذكر بن شماش، استنادا إلى مختلف الدراسات والتقارير الدولية، أن 821 مليون شخص (أي حوالي واحد من كل تسعة أشخاص) عبر العالم يعانون نقصا في التغذية. وحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ازداد عدد الأشخاص الذين يعانون النقص الغذائي أو الحرمان المزمن من الغذاء خلال السنوات الثلاث الماضية لتعود إلى المستويات التي كانت عليه قبل عقد من الزمان.

واستحضر بن شماش، كذلك، التقرير العالمي الأخير حول الأزمات الغذائية، الذي أصدره في أبريل الماضي من السنة الجارية (2019) كل من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، والذي كشف أن حوالي 113 مليون شخص في 53 دولة حول العالم عانوا من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال عام 2018، مقارنة بـ 124 مليون في عام 2017. ومع ذلك، ظل عدد الأشخاص الذين يواجهون أزمات غذائية في العالم يزيد عن 100 مليون شخص خلال السنوات الثلاث الماضية، كما ارتفع عدد البلدان المتأثرة بأزمات الغذاء. علاوة على ذلك، هناك 143 مليون شخص إضافي في 42 دولة أخرى على بعد خطوة واحدة فقط من الوقوع في دائرة الجوع الحاد.

وأشار التقرير نفسه، إلى أن ما يقرب من ثلثي الأشخاص الذين يعانون من الجوع الحاد يتواجد في (8) ثمانية بلدان، خمسة (5) منها في قارتنا الإفريقية ودولتين عربيتين. وفي المقابل بقيت مستويات الجوع في 17 دولة أخرى في نفس المستوى دون تغيير أو شهدت ارتفاعًا.

وأكد بن شماش، أن القارة الافريقية التي تعرضت للكثير من الحيف التاريخي بفعل الاستعمار والاضطهاد والتفقير والحروب والنزاعات الإثنية، تسجل أكبر عدد من حالات النقص الغذائي، الذي يطال حوالي 260 مليون شخص، كما أن العدد يفوق 21 مليون شخص بعالمنا العربي الذي يستورد أكثر من 50 في المائة من السعرات الحرارية التي يستهلكها، حيث أنه يعتبر أكبر مستورد للقمح في العالم، ويعيش بالتالي حالة عجز غذائي تزداد حدة يوما بعد يوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *