يبدو أن الولاية الحكومية الحالية التي يترأسها الامين العام لحزب العدالة والتنمية؛ سعد الدين العثماني، أثرت بشكل كبير على حزب “المصباح” على المستوى التنظيمي وعلى هياكله الموازية؛ خاصة شبيبة العدالة والتنمية، التي يظهر جليا أنها فقدت “حماستها” بعد تراجع عبد الاله بن كيران إلى الخلف.
وقد ظهر ذلك جليا خلال افتتاح شبيبة العدالة والتنمية حملتها الوطنية للتسجيل في اللوائح الانتخابية أمس السبت بمدينة أكادير، حيث تجاهل أغلب الحاضرين كلمة الامين العام ورئيس الحكومة؛ سعد الدين العثماني، التي ألقاها عن بعد، حيث رصد خوض أغلب الحاضرين في القاعة في تبادل الحديث فيما بينهم؛ فيما كان البعض الآخر يتصفح الهواتف النقالة.
ولم يكن يستمع إلى كلمة خليفة بن كيران على رأس الامانة العامة لحزب “المصباح” سوى الجالسين في الكراسي الامامية، وهو ما أشار إليه الكاتب الوطني للشبيبة؛ محمد أمكراز، في كلمته حين قال “الاخوان للي لور راكم كتشوشو على الاخوان لي فالقدام”، عكس ما كان في عهد بن كيران حيث كان الجميع ينصت إليه بإمعان ويتفاعل مع قفشاته التي كانت تهز القاعات ضحكا، وهو الجو الذي غاب في لقاء شبيبة العدالة والتنمية أمس السبت.
وحتى الشعارات التي اشتهرت بها شبيبة العدالة والتنمية في لقاء اتها، والتي كانت تقاطع بها بن كيران في كل مرة في خطاباته، حتى يرد عليهم “غير سكتو وخليوني نهضر”، غابت عن لقاء أمس بالدشيرة، ولم يكن أحد يتفاعل مع بعض المحاولات المحتشمة التي أقدم عليها بعض الشباب المتحمس جراء هجوم الوزير الرباخ على حزب التجمع الوطني للأحرار.
ما ذكر سلفا، يطرح أكثر من علامة استفهام حول التغيرات التي شهدها حزب العدالة والتنمية خلال فترة رئاسته من طرف الدكتور والفقيه السوسي؛ سعد الدين العماني، أبرزها هل تحن مكونات شبيبة العدالة والتنمية إلى عهد بن كيران؟ أم أن خطاب العثماني لم يقنع أحد داخل “المصباح” خاصة في صفوف منتخبي الحزب بسوس الذين غاب أغلبهم عن اللقاء، وفي مقدمته رئيس الجماعة التي نظم بها اللقاء؛ رمضان بوعشرة؟