تداعيات كوفيد-19.. مايكروسوفت تدعو إلى خلق سلاسل تموين جديدة في إفريقيا

دعت شركة (مايكروسوفت) إلى خلق سلاسل تموين جديدة في إفريقيا لمواجهة تأثير جائحة كوفيد-19 على المقاولات الصغرى والمتوسطة، معتبرة أن الاتفاقية حول منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية يمكنها أن تضطلع بدور في كسر الجمود الذي يعرفه الابتكار والنمو والإنتاجية في القارة.

وأوضحت (مايكروسوفت)، في بلاغ لها، أن “التحدي يكمن الآن في إنشاء سلاسل تموين جديدة في إفريقيا، ويمكن للاتفاقية حول منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية أن تضطلع بدور في كسر الجمود الذي يعرفه الابتكار والنمو والإنتاجية في القارة، لاسيما لفئة المقاولات الصغرى والمتوسطة، من خلال عكس القوة الشرائية في التنمية الاقتصادية”، مضيفة أنه ”من الضروري التنبؤ والتخفيف من تأثير الأحداث العالمية غير المتوقعة على تدبير سلسلة التموين، إذا أرادت المقاولات الصغرى والمتوسطة، التي تعتمد على السلع من منطقة متضررة، الاستمرار في نشاطها”.

وسجل المصدر أن المقاولات الصغرى غالبا ما تكون الأكثر عرضة للأحداث والتهديدات غير المتوقعة نظرا لحجمها ونقص الموارد، مشيرا إلى أن المقاولات الصغرى والمتوسطة لا تمتلك في الغالب خطة للتعامل مع الاضطرابات في سلسلة التموين.

وأضاف أن سلاسل التموين للمقاولات الصغرى والمتوسطة في المناطق الرئيسية والمحورية عبر العالم بأسره، تأثرت بشكل كبير وغير مسبوق، بدون أن يكون لديها أي أفق لحل منتظر في الوقت الذي يستمر فيه الفيروس في التأثير على الإنتاج الصناعي، مسجلا أن المقاولات التي تستورد عادة سلعا من أجل إعادة بيعها، خاصة مقاولات الصغرى والمتوسطة، أصبحت غير قادرة على استئناف أنشطتها المعتادة بسبب الاضطرابات التي يعرفها قطاع التجارة.

وأشار البلاغ إلى أنه يمكن لمنصات التجارة الرقمية والتطورات التي يعرفها هذا الميدان، مثل التحليل الرقمي والذكاء الاصطناعي، الإسهام بشكل ملحوظ في التخفيف من مخاطر هشاشة سلسلة التموين، موضحا أنه يمكن لحلول مرنة مثل الحوسبة السحابية (كلاود كومبيوتينغ) وبرامج جمع وتحليل المعطيات وبرامج الأتمتة، أن تسهم في نجاح المقاولات الصغرى والمتوسطة في العصر الرقمي.

وأضاف أن الحوسبة السحابية تمنح المقاولات إمكانية الولوج إلى أسواق جديدة مع تحقيق الربح، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفيد المقاولات الصغرى والمتوسطة التي تعاني ضعفا في الموارد والبنية التحتية، ويساعدها على التطور والتقدم إلى الأمام.

وسجل المصدر أن الشراكات مع المقاولات مثل (جوميا) في كينيا ونيجيريا تضع أيضأ حلول (مايكروسوفت) رهن إشارة المقاولات الصغرى والمتوسطة بالعملة المحلية، مبرزا أنه إلى يومنا هذا، يبقى التبادل التجاري داخل إفريقيا محدودا نسبيا، حيث سبق لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أن أكد أنه لا يمثل سوى 10,2 في المائة من إجمالي التبادل التجاري في القارة سنة 2010.

وأضاف أن المحروقات، مثلت بين 2010 و2015، أكثر من نصف الصادرات الإفريقية نحو بلدان غير إفريقية، بينما لم تشكل المنتوجات المصنعة سوى 18 في المائة من حجم الصادرات نحو بقية بلدان العالم.

وأكدت شركة (مايكروسوفت) أن الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي تأمل، من خلال إنشاء سوق قارية موحدة للسلع والخدمات، تحفيز المبادلات التجارية بين البلدان الإفريقية، مضيفة أن بعض الدراسات أظهرت أنه من خلال خلق سوق إفريقية، يمكن للتبادل التجاري بين البلدان الإفريقية أن يزداد بنسبة 52 في المائة في حدود سنة 2022، علما أنه من المرجح أن يتم تخفيض سقف هذه التوقعات بسبب تأثير الجائحة على الاقتصاد المحلي والعالمي.

وأضافت أن ولوجا أفضل للسوق يمكن من تحقيق مقاییس اقتصادية، خاصة إذا ثم بالموازاة مع ذلك، وضع سياسات صناعية مناسبة، وهو ما سيسهم في تنويع القطاع الصناعي ونمو القيمة المضافة المصنعة.

واعتبر البلاغ أن المنصات الرقمية واعتماد التكنولوجيا النقالة تشكلان قنوات فعالة من أجل تبادل القيم، مبرزا أنه من خلال تجميع الطلب داخل القارة، يمكن لهذه المنصات أن تعطي الإمكانية للمقاولات الصغرى والمتوسطة لدخول أسواق جديدة ومنح أو ملائمة سلع وخدمات كانت محدودة في السابق بسبب إكراهات التموقع وكلفة التسويق.

وأضاف أن هذه المنصات تخلق نوعا من التنويع من شأنه تعزيز صلابة سلاسل التموين، موضحا أن المقاولات الناشئة مثل “كوين أفريك” التي يوجد مقرها في دكار بالسنغال، تمكن المقاولات الصغرى والمتوسطة من دخول العديد من الأسواق بفضل منصاتها للإعلانات الصغيرة المجانية للمنتوجات الجديدة والمستعملة، والتي تمكن المستعملين من توفير المال من خلال بيع أشياء لم تعد تستعمل وإيجاد صفقات جيدة.

وقد استفاد التطبيق حاليا من أكثر من مليون تحميل، بحسب المصدر ذاته، في حين يطمح فريقه بلوغ 10 ملايين مستعمل نشيط في جميع بلدان إفريقيا الناطقة باللغة الفرنسية، مسجلا أن منصات أخری، مثل (biz4afrika) تمكن المقاولين والمقاولات الصغرى والمتوسطة من الوصول إلى معلومات وموارد تجارية هامة، إضافة إلى التمويلات والأسواق، وهو ما يؤدي إلى تحفيز نمو المقاولات الصغرى.

واعتبرت (مايكروسوفت) أن هناك قوة أخرى تحفز التجارة عبر الحدود، ويتعلق الأمر بالتطور السريع للتكنولوجيا الرقمية في مجالات مثل اللوجستيك التجاري والمعالجة بالأتمتة والأداء الإلكتروني والولوج الآني وتبادل المعلومات والوثائق التجارية، مضيفة أن السيولة النقدية تعتبر دائما تحديا بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة خاصة حين تكون التجارة محدودة بعوامل خارجية.

وأضافت أنه ليس من السهل دائما إيجاد توازن بين حاجيات رأس المال العامل والمخزون المتوفر، موضحة أن النمو الذي يعرفه قطاع التكنولوجيا المالية (فينتيك) يسهل فعلا كل تحديات المعاملات التجارية من خلال خلق العديد من قنوات الدفع والأداء.

وأشار البلاغ إلى العديد من المقاولات الناشئة المتخصصة في “الفينتيك” في إفريقيا تعمل على ترويج ولوج المقاولات الصغرى والمتوسطة إلى خيارات تمويل لم تكن متاحة أمامها سابقا، وهو ما سيفتح لها إمكانيات تبادل تجاري على مستوى أبعد مما كانت عليه الأمور في ما مضى، مضيفا أن (ميكروسوفت 4 أفريكا) انضمت إلى المقاولات الناشئة الإفريقية متخصصة في “الفينتيك”، من بينها (فلاترويف) في نيجيريا ومجموعة (موفاس) في شرق إفريقيا من أجل فتح مجال الولوج إلى التمويل بالنسبة إلى المقاولات الصغرى والمتوسطة.

وخلصت (مايكروسوفت) إلى إن “تنويع وتعزيز سلسلات التموين مسألة أساسية لاستمرارية وازدهار المقاولات الصغرى والمتوسطة. وإذا أخذنا بعين الاعتبار التوقعات الصادرة عن صندوق النقد الدولي من أن اليد العاملة في إفريقيا ستزداد بشكل كبير في إفريقيا بحلول سنة 2035، أكثر من أي منطقة في العالم، سيصبح لزاما علينا اليوم أن نتوفر على قطاع مقاولات صغرى ومتوسطة مزدهر يمكنه أن يستوعب هذه الأعداد ويساهم في نمو اقتصادي قوي للقارة”.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *