تطورات مثيرة في قضية الشرطي المنتحر

وضع كما هو معلوم، ضابط شرطة ممتاز تابع لأمن مولاي رشيد بالبيضاء، والبالغ من العمر 52 سنة حدا لحياته بجنان أزمور ليلة عيد المولد النبوي، بطلقة في الرأس بالمسدس الوظيفي، بعد حوالي نصف ساعة على إطلاقه النار بالجديدة على أم وأخت خطيبته في محاولة منه لتصفيتهما، وبينما أفلتت الضحيتان من موت محقق، خضعت جثة الضابط المنتحر لتشريح طبي بأمر من الوكيل العام للملك لدى استئنافية الجديدة.

و ذكر شهود عيان أن الاعتداء على الأم وابنتها، لم يتم أصلا بمكان سكانهما وإنما أمامه،دون أن يلتقط أي أحد منهم أي كلمات تم تبادلها بين الضحيتين والمعتدي، وقد تكون هي القطرة التي أفاضت الكأس، وعجلت باستخدام الضابط لمسدسه الوظيفي، بتسديد طلقتين إليهما , وظهر فعلا من شريط فيديو مصور، أنه كان ينوي تصفيتهما.

وبعد سقوطهما، فر هاربا في اعتقاده الراسخ أنه أرادهما قتيلتين، وهو ما سيدفعه أيضا إلى الانتحار مخافة من مساءلة العدالة وعقوبتها القاسية في مثل هذه النوازل.

تبادل الناس ـ تقول الصباح ـ فيما بينهم بعض الأسباب المسؤولة عن الاعتداء والانتحار، قبل أن يظهر أحد أبناء عم الضابط المنتحر، بتصريح على المباشر، أكد من خلاله أن ابن عمه بدا هذه الأيام كمن فقد بوصلة التحكم في تصرفاته، وأنه دأب على تنقل شبه يومي من البيضاء إلى أزمور، وأنه كان في حيرة من أمره بسبب خلافات مرتبطة بمشروع زواج له مع إحدى الفتيات.

واحتمل المتحدث بأن ما أجج غضب ابن عمه وقيامه بإطلاق الرصاص، هو تلقيه خبرا هز كيانه، أن الفتاة التي كان ينوي قرانه بها خطبت لشخص آخر، وكشف بأنه صرف في المدة الأخيرة ما يقارب 36 مليون سنتيم من عائدات بيعه لحقه في إرث والده وشقة كان يملكها بالبيضاء.

وأضاف أنه في الآونة الأخيرة تغيرت طباعه وربط ذلك بأعمال شعوذة وجه فيها التهمة لعرافة بجنان أزمور.

فتحت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بمدينة الجديدة بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مساء السبت، وذلك لتحديد أسباب وخلفيات إقدام موظف شرطة على وضع حد لحياته، باستعمال السلاح الوظيفي بعدما تورط في محاولة للقتل العمد.

وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه، وحسب المعلومات الأولية للبحث، فقد أقدم ضابط أمن ممتاز على إصابة والدة وشقيقة سيدة كان يرغب في الارتباط بها بجروح متفاوتة الخطورة، بعدما صوب لهما رصاصتين من السلاح الوظيفي الموضوع رهن إشارته بحكم وظيفته، وذلك قبل أن يغادر مسرح الجريمة في اتجاه مدينة أزمور ويضع حدا لحياته باستعمال نفس السلاح الوظيفي.

وأضاف المصدر ذاته أنه قد تم إيداع جثة الشرطي الهالك رهن التشريح الطبي بالمستشفى، بينما تم نقل الضحيتين للمستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، في وقت تجري فيه المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بمدينة الجديدة، مدعومة بتقنيي مسرح الجريمة، الأبحاث والتحريات الضرورية في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *