تقرير صادر عن وزارة بنشعبون: جاذبية قطاع السياحة تقوضت

افادت مُعطيات وردت ضمن تقرير مفصل تطرق لمعظم قطاعات الاقتصاد الوطني بأن قطاع السياحة أصبح يكتسب عبر العالم وزناً اقتصادياً واجتماعياً متزايد، خصوصاً في الدول الناشئة، حيث ساهم سنة 2017 في خلق الثروة بـ10.4 في المائة من الناتج الداخلي العالمي، كما عرف القطاع نسبة نمو بلغت 4.6 في المائة في العالم.

وبات هذا القطاع يلعب في مختلف دول العالم دوراً مهماً في الحد من الفقر والهشاشة وعدم المساواة المجالية، وهذه الملاحظة تجد صدى لها في حالة المغرب، حيث يُساهم قطاع السياحة في خلق 532 ألف منصب شغل مباشر، أي ما يمثل 5 في المائة من اليد العالمة في الاقتصاد ككل.

لكن تحليل نتائج القطاع، بحسب التقرير الصادر عن وزارة الاقتصاد والمالية، يذكر بـ”الفشل الهيكلي الذي يُعاني منه القطاع، وهو ما يحتم على الفاعلين المعنيين أن يواجهوا هذه الاختلالات التي تظهر أساساً فيما يتعلق بأهداف رؤية 2020″ بأن يصبح المغرب من بين عشرين أبرز قبلة سياحية في العالم.

وبحسب معطيات التقرير، فإن “جاذبية قطاع السياحة تقوضت، ويتضح ذلك من بطء تطور السياح الوافدين الذين بلغ عددهم 11.35 مليونا نهاية 2017، بمتوسط زيادة بلغ 4.1 في المائة بين 2007 و2017″، كما يشير التقرير إلى “تآكل القدرات الاستثمارية لسلاسل الفنادق الكبرى، وتدهور هوامش أرباح منظمي الرحلات السياحية”.

كل هذه النقط أثرت على جودة العرض الوطني للسياحة، ليخلص التقرير في هذا الصدد إلى أنه “على الرغم مما حققه قطاع السياحة، إلا أنه بعيد كل البعد عن تحقيق الأهداف التي حددتها رؤية 2020؛ إذ إن الناتج المحلي الإجمالي للسياحة سيخسر ما قدره 72.1 مليار درهم سنة 2020، وهو ما يمثل 335.272 وظيفة لن يتم خلقها”.

ويرى معدو التقرير أن السنة المقبلة تعتبر حافزاً قوياً لإعادة صياغة أهداف رؤية 2020 لتنفيذ تعافي القطاع تدريجياً، وبالتالي تحقيق نمو أكثر استدامة، لكن ذلك يتطلب أيضاً الإعداد لمرحلة ما بعد 2020 من خلال حكامة مركزية وإقليمية تعتمد على الحصيلة المؤقتة والتغيرات السوسيو-اقتصادية وآفاق السوق العالمية بحلول عام 2030.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *