جائحة « كورونا » تبرز معدن كوكبة خيرية تحمل على عاتقها همّ « الوطن » بديار المهجر

الناظور / هشام قدوري

إذا كان لجائحة « كورونا » من حسنات أنها أظهرت معادن الناس، بصورة جلية في زمن الوباء العالمي، الذي خيم بشبحه في سماء كل المعمورة، وألقى بضلاله على الدول قاطبة، فإن من تلك الحسنات، بروز قيم التضامن والتعاضد والإخاء وسط المغاربة، سواء مغاربة الداخل أو الخارج..

ولعل هذا ما جسدته جمعية « مجموعة الجالية المغربية للأعمال الخيرية والتنمية الاجتماعية ببلجيكا »، التي برزت في ظل زمن المحنة ووقت الشدة، كواحدة من البوتقات التي ألقيت على كاهلها، هَـمَّ الاصطفاف إلى جانب الطبقات الهشة والفئات الاجتماعية الضعيفة، وتحملت طواعيةً مسؤولية الانخراط في تأدية الواجب إزاء الوطن والمواطن، من منطلق رسالتها السامية وهدفها الخيري النبيل.

ولا تكفي بنا حاجةً، أن نذكر بعضاً من الأعمال الإنسانية والإحسانية التي رسخت عبرها الجمعية، مفهوم الإنخراط والإسهام في نماء الدول وتجسيد قيم مثلى على أرض الواقع، انطلاقا من التعاطي مع العمل المثمر والجاد..

وقد أفلحت الجمعية المذكورة، وفي ظرف وجيز منذ تأسيسها، في خلق وإقامة مبادرات خيرية بالغة الأهمية، منها « حفر الآبار، مساعدة الارامل والفقراء ، وربط منازل الأرامل بالماء الصالح للشرب والكهرباء »، فضلا عن مبادراتها الخاصة بقوافل توزيع الملابس في القرى والمداشر، وكذا مبادرات الختان وتعليم الحلاقة لفائدة الأيتام، وكذلك عمليات جراحية مستعجلة للمستضعفين.

ولم يكن للجمعية المنبثقة للوجود سنة 2019، أن تبصم بنجاح على مسار خيري متميز ومتفرد، لو لا وجود كوكبة من المسيرين المحنكين والمسيرات المحنكات المنحدرين من مدن وبلدان عدة، كرسوا حيزا هاما وكبيرا من وقتهم وحيواتهم، للتعاطي بكل تفان والالتزام بروح المسؤولية غداة تولي المهمة الصعبة وأداء الواجب الإنساني المنوط بهم.

وكما يقال، فوراء كل معركة ناجحة قائدٌ محنك، وربّانٌ يعمل على توجيه دفة سفينته نحو بر الأمان، بعد مخر عباب الأمواج العاتية، لذلك، إذا كانت « مجموعة الجالية المغربية للأعمال الخيرية والتنمية الاجتماعية ببلجيكا » قد دشنت مشوارها بتميّز، فلأنها تقع تحت قيادة رئيسها الناشط المهجري فاتح تختوخ، الشاب الذي أعطى المثال الأبرز والنموذج الأمثل والفأل الحسن على مسار المجموعة والذي أبلى البلاء الحسن معية رفقته الصالحة، التي ما تزال تواصل المسير بثبات وعزيمة وإرادة فولاذية.

يذكر أنه بالموازاة مع أنشطتها الخيرية والإحسانية الميدانية بعدد من الأقطار وبأرجاء المغرب، خصصت الجمعية قناة على موقع « اليوتيب » تحت اسم  » فاتح والرفقة الصالحة « ، للتعريف بنبتة سحرية تُعد « معجزة » في الطب الحديث والبديل، عندما اكتشفت نجاعتها في علاج مرض البهاق والبرص، تسمى « الخلة البرية »، بعد إثبات فعاليتها في إبراء عدد من المرضى، مما اُعتبرت كنزا بثت مشاعر الفرح في نفوس الكثيرين، بحيث تختص القناة اليوتوبية في مساعدة المرضى على العلاج مجانا، كما تقدم لهم النصح والإرشاد والدعم النفسي طيلة رحلة العلاج، والسهر على راحة الجميع دون تمييز ولا إقصاء، كما تضع رقمها الهاتفي لإستقبال رسائل واستفسارت المواطنين…



اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *