جاد زهراش يكتب: لن تنالوا من عزيمة المغرب

جاد زهراش

(قضت الحياة أن يكون النصر لمن يحتمل الضربات) هكذا يقول الشاعر السوري مصطفى صادق الرافعي، و هي مقولة تتناسب مع الوضع الذي يعيشه المغرب الذي يتعرض في كل مرة للهجومات إعلامية على مؤسساته السياسية والأمنية والقضائية من طرف جهات مختلفة و ذلك بهدف إضعاف هذه المؤسسات و الركوب على الاختلالات الداخلية التي قد تطاله.
السؤال الذي يفرض نفسه إذن: لماذا كل هذه المؤامرة ضد المغرب بالذات ؟

بكل بساطة للأن المغرب يتجه ليصبح قوة إقليمية في المنطقة، وسيكون قادرا على فرض كلمته على بلدان الجوار وفق مصالحه الخاصة، مما يجعل مجموعة من البلدان تكون مهددة بالخسارة في هذه التحولات الجيوستراتيجية التي طرأت على المنطقة بفعل عدة عوامل، أبرزها استراتيجيات المغرب في إفريقيا، وقوته الأمنية، و دبلوماسيته القوية.

استراتيجية المغرب في إفريقيا:

تتجلى هذه الاستراتيجية أساسا في الدفع الاقتصادي الذي تبنته المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس، الذي قام بـ50 زيارة إلى إفريقيا ووقع 1.000 اتفاق في مختلف المجالات مع العديد من البلدان في القارة السمراء.
و قد غيرت عودة المغرب للاتحاد الأفريقي قواعد اللعبة الأفريقية، حيث رفع من عدد البلدان التي أصبحت تدعمه في أطروحته حول الصحراء، ويرجع ذلك إلى نشاطه المستمر في القارة عن طريق الانضمام إلى مجموعات اقتصادية، والاعتماد على الروابط الدينية و الثقافية مع عدد من البلدان.

القوة الأمنية للمغرب :
تعتبر المخابرات المغربية من أقوى الأجهزة الأمنية بشمال إفريقيا و الشرق الأوسط بالنظر إلى حجم العمليات التي باشرتها بخصوص قضايا الإرهاب والجرائم المهددة للأمن العام، وأيضا لما تخصصه من أطر كفؤة، ووسائل ضرورية للقيام بمهمتها في أحسن وجه، وهو ما أفضى إلى نتائج جنبت المغرب أعمالا عدائية.
وترتكز الاستخبارات المغربية على مبدأ التعاون مع الأجهزة المخابراتية الدولية بهدف تعزيز مكانتها على الصعيد العالمي، ما يمكنها من ضمان الاستقرار والسلم.

القوة الدبلوماسية للمغرب:
الدبلوماسية المغربية تغيرت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وهو الأمر الذي انتقل تدريجيا من التفاوض مع القوى الكبرى دوليا وإقليميا إلى عدم الرضى بالخطاب التقليدي المكرر الداعي لحل « سياسي متفاوض عليه ومقبول لدى الطرفين تحت مظلة الأمم المتحدة » إلى الهجوم الدبلوماسي العلني على بعض تلك الدول، خاصة عندما يتعلق الأمر بملف الصحراء أو بقضايا أمنية واستخباراتية حساسة، مثلما يحدث مع ألمانيا و إسبانيا.

فبسبب هذه العوامل و النجاحات تحاول بعض الدول والمنظمات الدولية الغير الحكومية (كمنظمة العفو الدولية التي تتهم المغرب باستعمال برامج للتجسس دون اي دليل)، كل ما في وسعها لاستهداف مؤسسات البلد و شخصياته العمومية والأمنية بهدف التشويش عليها و إزاحتها عن الطريق حتى يتسنى لهم تطبيق مخططاتهم وتنزيل اجندتهم، لكنهم لن يفلحوا فكما قال وزير الخارجية السيد ناصر بوريطة : « إنهم يستخفون بتصميم المغرب، الذي لم يعد هو الذي يعتقدون أنهم يعرفونه » .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *