بعد تواجدهم كجنود للوزرة البيضاء في الصفوف الأولى للحرب ضد فيروس كورونا المستجد و كعادتهم في التصدي لجميع الأمراض والاوبئة التي عرفتها العقود الماضية ببلادنا، وبعد ما أوشكت الحرب الصحية على الإنتهاء بحول الله هاهم الممرضون و الممرضات المجازون من الدولة ذو سنتين من التكوين يلوحون بالرجوع إلى الشارع مجددا من أجل مطالبة الوزارة الوصية بالوفاء بوعودها والإسراع بإخراج مسودة التسوية إلى حيز الوجود.
كما يطالبون النقابات الصحية بالمصادقة على مخرجات الحوار القطاعي بما في ذلك الترقية الاستثنائية و بأثر رجعي مالي منذ سنة 2017 وإداري منذ 2011 للممرضين المجازين من الدولة ذوي سنتين من التكوين.
فهذه الفئة اللتي تعتبر شيوخ التمريض بالمغرب كانت عرضة لعدة إقصاءات عبر كل المراسيم والأنظمة التي عرفتها مهنة التمريض منذ ثلاثة عقود ، بدءا بمرسوم 1993 وصولا إلى مرسوم 535-17-2 لسنة 2017 الذي مثل النقطة التي أفاضت الكأس وجعلت هذه الفئة تخرج عن صمتها وتستجمع قواها للدفاع عن حقها المهضوم في ظل التنكر والتجاهل لها من طرف الجميع.
فبالرغم من الطمأنة وما اتفقت عليه لجنة الممرضين في الجولة الأخيرة من الحوار القطاعي، و من الوعود التي تلقتها هاته الفئة من السادة وزراء الصحة (السابق والحالي) ومن داخل قبة البرلمان بضرورة إنصافهم لم يرقهم هذا التماطل والتأخير في إنجاز هذه الإلتفاتة ماجعلهم اليوم يفكرون بكل جدية في صياغة برنامج نضالي تصعيدي و العودة إلى الساحة النضالية لإسترجاع كرامتهم.