حنان رحاب تكتب: قدر النساء بين « مجون الداخلة » و « خليجي طنجة » .. لا يمكن الحديث عن عاهرة دون عاهر

هاشتاغ: حنان رحاب تكتب قدر النساء بين « مجون الداخلة » و « خليجي طنجة » .. لا يمكن الحديث عن عاهرة دون عاهر

قدر النساء في بلدنا أن تنسب لهن كل الفظاعات التي يشترك في القيام بها الرجال والنساء على حد سواء، فلا وجود مثلا لفعل « الدعارة  » دون أحد الطرفين ولا يمكن الحديث عن عاهرة دون عاهر رغم ذكورية اللغة العربية في هذا المجال.

لقد توصلت معظم الدول المتقدمة التي تجرم الدعارة إلى اعتبار الرجل المسؤول المباشر عنها حيث أنها وفي حالة تلبس بتقديم المال مقابل الجنس تجرم الرجل وتعتبر المرأة ضحية، لأن المال هو من يصنع الفعل وأن القوي هو من يملك المال ويستغل فقر الآخر ويتاجر في مآسيه، إلا في حالتنا  » العربية/الإسلامية » المشوهة حيث تعتبر النساء مصدرا للفتنة للرجل « الطيب، العفيف، الضعيف » الذي لا يقوى على مقاومة نزعاته الحيوانية.

ورغم كل المجهودات التي قامت بها الحركة النسائية والتقدمية عموما برجالها ونساءها من أجل تحسين صورة المرأة في المجتمع وتغيير تلك الصورة النمطية عنها، بدء بتنقية المقررات الدراسية وتحسين صورتها في الإعلام.

إلا أنه، وعلى ما يبدو، هناك أياد معاكسة لهذا كله وتجرنا جرا إلى نقط البداية وترصد لذلك مجهودا غريبا وطاقة غير طبيعيةففي وقت وجيز وجهت منابر إعلامية معينة كل أنواع التهم للنساء وكرست اقلامها لإعطاء الانطباع أن كل النساء المغربيات إما ممتهنات للدعارة أو تافهات لدرجة استغلال أجسادهن للظهور في ما بات يعرف بروتيني اليومي على اليوتوب من أجل جني الأرباح بكل الطرق.

فما بين مقالات  » عن القصاير والجنس .. » و انتحال شخصية خليجي للإطاحة بشابة وإبرازها كامرأة سهلة المنال، نجد أنفسنا أمام ما يشبه الهجوم المنظم على المرأة المغربية خصوصا أمام تجاهل تام لتتبع مسارات نسائية مختلفة، وكأن البلد وكر للدعارة ولا توجد به نساء يرتدن أرقى الجامعات والمدارس وأخريات يستيقظن باكرا متوجهات افواجا افواجا نحو المصانع والضيعات لكسب قوت يومهن بعرق الجبين وآلاف النساء ربات بيوت حريصات على العناية بأطفالهن وأزواجهن وملايين ولجن سوق العمل تشهد الأرقام أنهن أكثر فعالية وأقل فسادا.
ألا تستحق هذه الفئات تغطية صحفية؟ ألا يوجد من يهتم بمصلحة الوطن؟ وضرورة الترويج للقدوة الجيدة بدل دفع بناتنا للاعتقاد أن أفضل وسائل الترقي الاجتماعي لا تمر بالضرورة بمقاعد الدراسة بل قد تأتي على شكل ضربة حظ أو طبل او خصر.

لا يمكن الإدعاء أن ما يقوم به بعض  » الإعلاميين » او  » المدونين  » يدخل في خانة حرية الرأي والتعبير أو أن رفضنا للترويج لصور بشعة يعد تضييقا على الإبداع، إن الإعلام هو أحد أهم وسائل التنشئة داخل المجتمعات إذا فسد فلابد أن يكون تأثيره بليغا جدا وهذا ما لا يستوعبه البعض عن سوء نية كبير.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *