خبير.. شركات التكنولوجيا الأمريكية أبانت عن “مناعتها” إزاء جائحة كورونا

أكد الخبير و المحلل المالي المغربي، يوسف الصقلي، المقيم في نيويورك، أن شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى المدرجة في بورصة “وول ستريت” أبانت عن “مناعتها” إزاء جائحة كورونا، التي هزت العالم وبات تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي يضاهي تأثير أزمة “الكساد الكبير” لسنة 1929.

وقال السيد الصقلي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الشركات، مثل “آبل” و”مايكروسوفت” و”أمازون” و”غوغل” و”ألفابيت” و”فايسبوك”، تمثل ركائز صناعة التكنولوجيا في الولايات المتحدة.

وتم تداول أسهم شركات التكنولوجيا المدرجة في بورصة ناسداك عند مستويات قياسية جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهو مؤشر جديد على صلابة الشركات العملاقة في “وادي السليكون”.

وقفز المؤشر بنسبة 45 في المائة منذ أواخر مارس الفائت، حيث يراهن المستثمرون بشكل متزايد على أن هذه الشركات ستخرج أقوى من الأزمة التي سببها وباء كورونا.

وأوضح المحلل المغربي، الذي صنف ضمن أفضل 25 محللا ماليا خلال العشر سنوات الأخيرة من قبل مؤسسة “تيب رانكس”، الرائد العالمي في مجال التكنولوجيا المالية”، أن الوباء أجبر المستهلكين على ملازمة المنازل، وبالتالي الاستهلاك عن بعد من خلال منصات مثل أمازون. كما أن الحاجة إلى التواصل بين الأشخاص عززت استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”واتساب” و”سناب شات” و”تويتر”.

وأشار إلى أن المستثمرين راهنوا على أسهم هذه الشركات العملاقة منذ أواخر مارس وخلال أبريل الماضيين، مضيفا “اليوم، ما زلنا نوصي بهذه الأسهم الطويلة الأجل، مع التنبيه إلى تزايد مخاطر التقلبات قصيرة الأجل”.

وأضاف السيد الصقلي، في هذا الصدد، “بالنظر إلى القيم المرتفعة والمناخ الماكرو اقتصادي المحفوف بالمخاطر إلى حد ما، يتعين التحلي بحذر أكبر”.

واعتبر أن الأهم اليوم هو أن المستثمرين، وبصرف النظر عن احتمال حدوث موجة ثانية من وباء كورونا، يرون أن الخطر الذي يشكله فيروس كورونا قد تم تخطيه فعلا، كما يتضح ذلك من مؤشرات البورصة، والتي تداركت جميع خسائر الأشهر الأربعة الماضية.

وذكر بأن الأزمة الحالية هي أزمة صحية بالأساس، وليس مالية أو اقتصادية. حيث أن “بلدان العالم اضطرت إلى الإغلاق التام تقريبا لاقتصاداتها، وأبطأت أنشطتها، في وقت كانت فيه اقتصادات البلدان الصناعية، وحتى مطلع شهر مارس، في وضعية جيدة للغاية”.

وقال “الآن، وفي الوقت الذي اجتزنا فيه المرحلة الأصعب من هذه الأزمة (على الأقل هذا ما نأمله)، بدأنا نرى نقطة الضوء في نهاية النفق”، مشيرا إلى أن تداعيات هذه الأزمة ستدفع إلى اختفاء بعض الصناعات أو تغيير هيكلتها، كما هو الحال بالنسبة للبيع بالتجزئة.

من جانب آخر، توقع الخبير الاقتصادي، المدير العام لأبحاث الأسهم في بنك “صن تراست”، سادس أكبر مؤسسة بنكية في الولايات المتحدة، أن تستفيد قطاعات اقتصادية أخرى من هذه التقلبات، مبرزا أن الأزمات الاقتصادية تخلق فرصا للابتكار، كما حدث ذلك في أعقاب أزمة سنتي 2001 و 2008 وينتظر أن يحدث بعد الأزمة الحالية”.

وأشار إلى أن شركتي فايسبوك وتويتر تم إحداثهما سنتي 2004 و 2006 على التوالي، وسناب شات سنة 2011، وكذا زووم، التي لم تكمل بعد عامها العاشر وباتت اليوم إحدى أكبر الشركات المستفيدة من الأزمة الحالية”.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *