خديجة طنانة : السيدة التي جمعت بين الوفاء للفن الراقي والفكر اليساري

هاشتاغ: علي الغنبوري

اذا كان للاتحاد والاتحاديين دين اتجاه احد، فبكل تأكيد هم مدينين لخديجة طنانة، المناضلة التي اعطت كل شيء للاتحاد ولم تاخذ اي شيء، و التي جعلت من الاتحاد نمط عيش و أفق حياة ، التي حلقت برايته في كل المجالات و كل الفضاءات و الاماكن.

خديجة طنانة هي واحدة من كبيرات ورائدات النضال التقدمي والحداثي في البلاد، اللواتي امنا بالاتحاد كاطار للنضال السياسي والكفاح من اجل كرامة وحقوق المغاربة، في زمن الصمود والتضحية.

مسيرة مناضلتنا غنية جدا و مليئة بالمحطات والمساهمات، التي تجعل منها احدى الوجوه النسائية التاريخية داخل حزب القوات الشعبية، فانتمائها المبكر للحزب جعلها تتشرب مبادئه و قيمه و افكاره و تعيش اغلب محطاتها و ملاحمه جنبا الى جنب مع كبار مناضليه و ابطاله.

نضال خديجة طنانة ذات الاصول التطوانية شاءت له الاقدار ان يتوهج بقلعة النضال الاتحادي، فاس ، حيث كانت ضمن كوكبة الاطر الاتحادية الوطنية التي مرت من هذه المدينة ، فعملها كاستاذة جامعية للفكر السياسي بظهر المهراز ، جعلها من الاطر الاتحادية المؤهلة لقيادة الحزب على المستوى المحلي و الوطني و تمثيله على مختلف الاصعدة و الواجهات، حيث كانت عضوا متميزا داخل اللجنة المركزية والادارية للحزب بالاضافة لعضويتها في جميع الاجهزة الحزبية على المستوى المحلي و الاقليمي، مساهمة بكل طاقتها في بناء الحزب و اشعاعه.

كما شكلت خديجة طنانة احدى النساء الاتحاديات القياديات الرئدات فيما يخص القضية النسائية بالبلاد ، حيث حازت عضوية الكتابة الوطنية للنساء الاتحاديات سنة 1992 ، و ساهمت بتجربتها و حنكتها في تطوير هذه المنظمة ، و قادت الى جانب اخواتها مجموعة من المعارك المصيرية للمراة المغربية ، بكل تجرد و نكران ذات .

و كباقي المناضلات و المناضلين الاتحاديين ، نضال طنانة لم يقتصر على الواجهة الحزبية فقط بل امتد الى كذلك الى الواجهة النقابية ،حيث كانت من قياديي النقابة الوطنية للتعليم العالي على المستوى الوطني و المحلي ، كما نشطت و ساهمت في اثراء المشهد الجمعوي بعملها و نشاطها المتوهج داخل عديد من جمعياا المجتمع المدني على مستوى مدينة فاس او على المستوى الوطني.

و تبقى تجربة خديجة طنانة الجماعية بمدينة فاس احدى اهم الصفحات النضالية التي خطتها مناضلتنا ، حيث تمكنت من كسب الانتخابات الجماعية بفاس سنة 1983 كاول مستشارة اتحادية بهذا المجلس ، لتتولى رئاسة اللجنة الثقافية و احدى نيابات الرئيس، لترسم احدى اهم الفترات الثقافية التي عرفتها المدينة العلمية في تاريخها الحديث ، فرئاسة طنانة لهذه اللجنة جعل من فاس الورش الثقافي الاول في البلاد ، بحيث عرفت الدينامية الثقافية ازدهارا غير مسبوق في شتى الاصناف و الميادين.

شغف طنانة بالسياسة و بالاتحاد الاشتراكي، لم يغطي على شغفها وميولاتها الفنية الرفيعة، لتجعل من الرسم التشكيلي واجهة اخرى من واجهات النضال من اجل الحداثة و الديمقراطية ، حيث شكلت لوحاتها التشكيلية احدى اهم المخرجات الفنية التي جعلت من الحداثة و تحرر المرأة عنوانها الابرز.

من المؤكد ان الدين الاتحادي اتجاه خديجة طنانة لن توفيه بضع كلمات ، لكننا واثقون ان حب الاتحاديين والاتحاديات لها كفيل بان يسدد قسط وفيرا من هذا الدين لمناضلة عفيفة عاشت حاملة للاتحاد وقيمه ومبادئه في قلبها، بنكران ذات و تجرد منقطع النظير

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *