توصلت دراسة جديدة إلى آلية جديدة قد تفيد في تطوير استراتيجيات علاج لمرض السرطان دون آثار جانبية ضارة كتساقط الشعر.
ويمكن لعلاجات السرطان أن تكون بمثابة خيار مرهق بالنسبة للمرضى، وذلك بالنظر للآثار الجانبية الخطيرة والمؤلمة، التي قد تحدثها، ومنها تساقط الشعر.
وقال باحثون في سويسرا إن علاج السرطان دون آثار جانبية مرهقة قد يكون متاحاً في يوم من الأيام، وفقاً لموقع “Study Finds”، الأمريكي.
وذكر الموقع في تقرير نشره، الجمعة، أن أحد أكثر الجوانب إثارة للقلق عند بدء أي نوع من علاجات السرطان هو معرفة أنه قد يتسبب في موت بصيلات الشعر، وذلك لأن العلاج يهاجم كلا من الخلايا السليمة والسرطانية معاً، ما يجعل حوالي ثلثي الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي يعانون من تساقط الشعر.
لكن فريق من الباحثين من جامعة جنيف نجحوا في تحديد الفرق بين التفاعلات التي تهاجم الأنسجة السليمة، مثل بصيلات الشعر، وتلك التي تستهدف الخلايا السرطانية، ويأمل هؤلاء الباحثون في أن يؤدي استهداف الخلايا التي تقوم بالاستجابة المناعية في الجسم في يوم من الأيام إلى علاجات أفضل استهدافاً للأورام، وأكثر فعالية، وأقل ضرراً لمرضى السرطان، حيث سيمكنهم تلقي العلاج دون آثار جانبية، حسب الموقع.
ونقل الموقع عن مؤلفي الدراسة قولهم إن هذا العلاج يمكن أن يعزز جهاز المناعة لدى المريض إلى الحد الذي لا يصاب فيه بالسرطان مرة أخرى، وعلى عكس العلاج الكيميائي، الذي يعمل بشكل مباشر على الأورام، فإن العلاج المناعي يعالج المرضى من خلال العمل على جهازهم المناعي، وهو ما يعلم الجسم كيفية تدمير الخلايا السرطانية.
واكتشف الباحثون أنه من خلال دراسة الاستجابات المناعية للفئران، فإنه يمكنهم تحديد ثغرة يمكن استغلالها لتجنب تنشيط الاستجابات التي تقضي على الخلايا السليمة.
ويقول مؤلف الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة (Science Immunology) الدكتور ميكائيل بيتيت: “عندما يتم تنشيط الجهاز المناعي بشكل مكثف، فإنه يمكن أن يكون لرد الفعل الالتهابي الناتج آثار ضارة، وهو ما يسبب أحياناً ضرراً كبيراً للأنسجة السليمة”.
وتابع: “لذلك أردنا معرفة ما إذا كانت هناك اختلافات بين الاستجابة المناعية المرغوبة، والتي تهدف إلى القضاء على السرطان، والاستجابة غير المرغوب فيها، والتي يمكن أن تؤثر على الأنسجة السليمة، فتحديد العناصر المميزة بين هذين التفاعلين المناعيين سيسمح بتطوير استراتيجيات علاجية جديدة وأكثر فاعلية وأقل ضرراً”.
وخلص الباحثون إلى أن السيطرة على العدلات (أحد مكونات كريات الدم البيضاء التي تقوم بدور المدافع الرئيسي عن الجسم) يمكن أن يكون وسيلة أكثر فاعلية لمحاربة السرطان، حيث يمكن أن يكون لها تأثير علاجي مزدوج، وهو التغلب على إلحاق الضرر بالأنسجة السليمة، والحد من نمو الخلايا السرطانية.