“دراسة التأثير على التراث” محور لقاء علمي بالرباط

اجتمع مسؤولون وأكاديميون وخبراء وفاعلون محليون، اليوم الخميس بالرباط، للانكباب على دراسة التأثير على التراث، في إطار لقاء علمي منظم بمبادرة من مؤسسة الحفاظ على التراث الثقافي لمدينة الرباط، وبشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة.

واستهدف هذا اللقاء العلمي، الذي نُظم حول موضوع “دراسة التأثير على التراث: أداة لحماية التراث العالمي” بشراكة أيضا مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (إيكوموس)، خلق فضاء لتبادل الآراء ومشاركة التجارب بشأن وسائل الحماية والمحافظة على التراث الثقافي، من خلال إتباع الإرشادات المتعلقة بتنفيذ اتفاقية 1972 فيما يخص حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، وتحديدا الأحكام المتعلقة بالجوانب الوقائية والاستشرافية للتسيير.

وفي مداخلة بهذه المناسبة، أكد وزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس، على أهمية هذا اليوم الدراسي “الذي يأتي ليعزز الذكاء الجماعي والاستشراف” في التخطيط الحضري والتراثي والمعماري.

وأضاف الوزير أن الأمر يتعلق بأداة مهمة جدا تمكن الفاعلين المحليين، وحتى الفاعلين والمسيرين العموميين، من التوجه نحو تخطيط أكثر احتراما للتراث المعماري والتاريخي والثقافي.

وفي هذا الصدد، سلط السيد الفردوس الضوء على خصائص مدينة الرباط “التي تحتل مكانة خاصة في المشهد التراثي المغربي وتضم تراثا حضاريا وثقافيا مهما بفضل مبادرات المؤسسة”.

من جهته، أكد الأمين العام لمؤسسة الحفاظ على التراث الثقافي لمدينة الرباط، السيد كريم تاجموعتي، أن هذا اليوم الدراسي يندرج ضمن مجموعة من اللقاءات والتبادل العلمي، وسيتمحور حول موضوع أساسي ألا وهو سير عملية الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي وحمايته في جميع أنحاء العالم.

وأضاف “إننا نعمل في بيئة اجتماعية-اقتصادية ديناميكية، وبالتالي فإن الأنشطة البشرية الضرورية، سواء كانت قريبة أو حتى داخل موقع للتراث العالمي، المرتبطة بالتنمية الحضرية والبنية التحتية والسياحة والتنقل، يمكن أن تكون لها تداعيات على القيمة العالمية لهذا التراث”، مسجلا أنه منذ انعقاد آخر مجلس إدارة للمؤسسة، حرصت رئيستها، صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء على جعل مسألة التأثير على التراث في صميم “أولوياتنا”، ولا سيما المقاربة الخاصة بمدينة الرباط.

علاوة على ذلك، ذكر السيد تاجموعتي بأنه تم تنظيم تظاهرتين كبيرين خلال الأشهر الأربعة الماضية، تم تخصيصهما تواليا لعملية تحديث مخطط تدبير مدينة الرباط، في بعدها المزدوج؛ العاصمة الحديثة و المدينة التاريخية، والقضية الجوهرية للمرجعية والمعايير المطبقة على الترميم.

من جانبها، أكدت المديرة الإقليمية لمنظمة (اليونسكو) للمغرب العربي، السيدة غولدا الخوري، على الحاجة إلى دراسات تأثير التراث من أجل التنفيذ السليم لاتفاقية 1972، مبرزة أن (اليونسكو) تقف إلى جانب المغرب والبلدان الأعضاء الأخرى لضمان أن يكون التراث جزء من اقتصاد التنمية، وذلك مع الحرص على حمايته واحترامه.

بدوره، قال رئيس اللجنة الوطنية المغربية (إيكوموس-المغرب)، السيد عبد العاطي لحلو، إن اللقاء سيمكن من خلال سلسلة من أوراش العمل تجمع عدة مؤسسات وجمعيات، من دراسة تأثير المشاريع الكبرى، خاصة بالرباط، المدينة التراثية، وكذا المدينة “العصرية” و”مدينة المستقبل”.

يشار إلى أن هذا اللقاء الهجين (المنظم، حضوريا وعبر تقنية التناظر المرئي)، موجه بالأساس للفاعلين المعنيين بتسيير مواقع التراث العالمي، والفاعلين والمسؤولين المحليين المكلفين بالتهيئة الترابية، وكذا المنظمات غير الحكومية، إضافة إلى المهنيين العاملين في المجال مثل المهندسين المعماريين والمخططين الحضريين.

ومنذ إدراج الرباط كموقع للتراث العالمي سنة 2012، تم تكريس مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، تحت رئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة حسناء، كهيئة ذات طابع أفقي لتنسيق العمليات والأنشطة الرامية إلى حماية وتثمين تراث العاصمة.

وتهدف المؤسسة من خلال أنشطتها إلى استدامة المواقع والموروث ذي القيمة التاريخية والمعمارية والفنية والجمالية سواء المادي واللامادي، المرتبط بكل جوانب التراث الثقافي للرباط، وضمان نقل هذا التراث المصنف الذي تزخر به عاصمة المملكة عبر الأجيال، وكذا الالتقائية بين مختلف الفاعلين المعنيين بالحفاظ على التراث. كما تعمل المؤسسة على التحسيس والرفع من الوعي بأهمية التراث وتعزيز مكانته وتقييم مختلف البرامج المتعلقة بتثمينه والحفاظ عليه.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *