رئيس جهة الداخلة يطلق صفقة بنصف مليار لشراء مواد غذائية.. تفاصيل حملة انتخابية مبكرة بالعدس والشعرية والسكر!

هاشتاغ _ أكرم الدرفوفي

أطلق الخطاط ينجا، رئيس جهة الداخلة-وادي الذهب، صفقة بقيمة إجمالية تبلغ 5,079,750.00 درهم، أي ما يعادل 507.98 مليون سنتيم، موزعة بالتساوي على شطرين، وذلك لشراء مواد غذائية لفائدة المعوزين.

ووفقاً للوثائق التي يتوفر عليها موقع “هاشتاغ”، فإن الصفقة رقم 78/2024 تشمل حصتين متماثلتين من حيث القيمة المالية والمواد الغذائية المراد اقتناؤها، حيث تبلغ قيمة كل حصة 2,539,875.00 درهم، وتغطي الحصتان نفس الكميات من المواد الغذائية، ما يعني أن الكميات المذكورة مضروبة في اثنين لتلبية احتياجات الشطرين.

وتشمل المواد الغذائية لكل شطر 18,750 وحدة من السكر القالب من علامة “كوسومار” أو ما يعادلها، مما يعني 37,500 وحدة للصفقة كاملة، و3,750 عبوة من الشاي بوزن 1 كيلوغرام من علامات “إتقان”، “مجمع”، أو “منتدحون” أو ما يعادلها، أي ما يعادل 7,500 عبوة للصفقة بأكملها.

كما تتضمن الصفقة لكل شطر 3,750 عبوة زيت مائدة بسعة 5 لترات من علامة “عافية” أو ما يعادلها، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 7,500 عبوة، بالإضافة إلى 3,750 كيساً من الدقيق بوزن 10 كيلوغرام من علامة “فندي” أو “تريا” أو ما يعادلها، ليصبح الإجمالي 7,500 كيس.

وتشمل الصفقة أيضاً 7,500 عبوة حليب لكل شطر بحجم 0.5 لتر في كل عبوة (6 عبوات) من علامة “جبال” أو “سنترال” أو ما يعادلها، ليصل المجموع إلى 15,000 عبوة حليب، و3,750 كيساً من الأرز المثلج بوزن 5 كيلوغرام من علامة “بريستو” أو ما يعادلها، أي ما يعادل 7,500 كيس للصفقة الكاملة.

كما تتضمن الصفقة 3,750 عبوة زيت زيتون بسعة 1 لتر من علامة “رياض الزيتون” أو ما يعادلها لكل شطر، أي ما مجموعه 7,500 عبوة، و3,750 كيساً من الشعرية بوزن 10 كيلوغرام من علامة “إتقان” أو “فريدة” أو ما يعادلها، مما يعني 7,500 كيس. وأخيراً، 7,500 كيلوغرام من العدس لكل شطر من علامة “النعيم” أو ما يعادلها، ليصبح الإجمالي 15,000 كيلوغرام.

وفي هذا الصدد، وصف أحد أعضاء فريق المعارضة بمجلس جهة الداخلة – وادي الذهب في تصريح لموقع “هاشتاغ” الصفقة بأنها “حملة انتخابية مُقَنَّعَة”، متهماً الرئيس باستغلال موارد الجهة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب التنمية الحقيقية.

واعتبر المستشار بمجلس جهة الداخلة وادي الذهب أن “تخصيص ميزانية ضخمة بقيمة نصف مليار سنتيم تحت غطاء شراء مواد غذائية لفائدة المعوزين لا يمكن اعتباره سوى محاولة مكشوفة لتوظيف المال العام في حملة انتخابية مبكرة، تُدار بغطاء العمل الإنساني.”

وأضاف أنه “من غير المقبول أن تُخصص موارد الجهة لشراء العدس والشعرية بدلاً من الاستثمار في مشاريع تنموية حقيقية تُحسن ظروف العيش للساكنة بشكل دائم”، متسائلا: “أين هي أولويات الجهة؟ هل السكر والدقيق أهم من بناء المدارس أو تعزيز البنية التحتية الصحية؟”

وأشار ذات المتحدث لموقع “هاشتاغ” إلى أن توقيت الصفقة ليس بريئًا، قائلاً: “إن الصفقة تأتي في فترة تسبق أي استحقاقات انتخابية، ما يجعلها أقرب إلى حملة انتخابية مغلفة بشعارات التضامن الانساني، كان من الأجدر توجيه هذه الأموال لإنشاء مشاريع اقتصادية تُشغل الشباب العاطل عن العمل أو لتحسين جودة الخدمات الأساسية التي تعاني منها الجهة.”

وختم عضو مجلس جهة الداخلة وادي الذهب تصريحه قائلاً: “نحن أمام تكريس لسياسة استغلال المال العام لشراء الولاءات، وهذه الصفقة ليست سوى نموذج صارخ لاستغلال السلطة لخدمة المصالح الانتخابية والشخصية. يجب على المواطنين أن يتساءلوا: من المستفيد الفعلي من هذه التحركات؟ وهل التنمية تُقاس بتوزيع السكر والزيت، أم بالاستثمار في مستقبل مستدام للجهة؟”.