رفيقي: الخطاب الإسلامي التقليدي في ورطة.. وتجريم إزدراء الأديان ضرورة تشريعية

قال عبد الوهاب رفيقي، إن كثير من المسلمين والمؤسسات الدينية الإسلامية يدعون اليوم إلى سن تشريع عالمي يجرم الإساءة للأديان، حتى نقاش مسودة القانون الجنائي بالمغرب أثارت هذا الموضوع، وسبق أن تمت دعوتي لنقاش حوله.

وأضاف في تدوينة له على حسابه الفيسبوكي، كل هذا جميل، جميل أن ندعو لعدم ازدراء الأديان بل كل المعتقدات بما فيها اللادين أيضا، لكن :
هل الخطاب الإسلامي وهؤلاء المسلمين « المعتدلين » مستعدون للتخلي عن التنقيص والاحتقار لباقي الأديان والمعتقدات؟ هل سيتخلى هذا الخطاب عن وصف المسيحين بالضالين واليهود بالمغضوب عليهم؟ هل سيتوقف عن وصف اليهود بأحفاد القردة والخنازير؟؟ هل سيتخلى عن التهكم والسخرية بمن يعبد بقرا أو حجرا أو حتى سلحفاة؟ يضيف ذات المتحدث.

وتسأل هل سيتوقف الخطاب الإسلامي عن تكفير الآخرين ووصف ماهم عليه بالضلال والانحراف وأنهم محرومون من الجنة؟ بل قل لي: حين تدعي أن دينك هو الحق وحده، وأن باقي الأديان محرفة وكتبها المقدسة محرفة، أليس في ذلك ازدراء لها وتحقير؟؟ ماذا سيفعل هذا الخطاب أمام النصوص التي تصف المخالفين بأنهم  » نجس » ؟ أليس ذلك من الازدراء؟

وأكد أنه حين يصف هذا الخطاب من اختار دينا آخر أو ترك الأديان كلها ب  » المرتد » بما يحمل المصطلح من شحنات قدحية وب  » الهالك » و  » المنتكس » و « عدو الله » و.. أليس في ذلك ازدراء لاختيارت الآخر وقناعاته.بل حتى داخل الإسلام نفسه، حين يصف السني مخالفه الشيعي ب « الرافضي الخبيث »، و يصف الشيعي مخالفه السني ب  » الناصبي الضال » أليس ذلك قمة الازدراء والتحقير؟

وخلص إلى أن الخطاب الإسلامي التقليدي في ورطة كبيرة اليوم، فإما أن يتبرأ من الخطابات السابقة، و أن يعلن قطيعة مع فكر التفوق والاستعلاء ومهاجمة الآخرين والسخرية من معتقداتهم، وأن يحترم كل معتقدات وقناعات البشر بلا استثناء، وإما أن يؤمن بحق انتقاد كل ذلك بما في ذلك الإسلام ومعتقداته…. ما سوى ذلك ليكونو صرحاء في أنهم يقصدون بتجريم ازدراء الأديان الإسلام وحده، والباقي إلى الجحيم، فلكل اختيار تبعاته ومقتضياته بميزان العدل و المساواة بين البشر.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *