سعيدة فكري.. من خادمة في البيوت الى مهاجرة ثم فنانة

هاشتاغ:
كشفت الفنانة المغربية سعيدة فكري أنها عملت خادمة في البيوت في مرحلة طفولتها بعد طلاق والديها وتأزم وضعية أسرتها المادية التي كانت تتكون من 7 إناث وذكر واحد، وذلك من أجل مساعدة والدتها وتوفير المستلزمات التي تحتاجها لمدرستها، لافتة إلى أن أغنية « منصورة » التي تحدثت فيها بمرارة عن استغلال الفتيات كخادمات كانت عصارة لتلك التجربة التي مرت بها.

وقالت فكري في لقائها مع الإعلامي ياسين عدنان في برنامج « بيت ياسين » الذي تبثه قناة « الغد »، إن انسحابها من المجال الفني وهجرتها للولايات المتحدة الأمريكية عام 1998 فُرضت عليها بسبب الكثير من الضغوط، معتبرة أنها إنسانة قوية ولا تستسلم بسهولة، لكنها كانت أما وزوجة وفنانة وأخت وبنت، دون الكشف عن تفاصيل تلك الضغوط.

وأشارت فكري إلى أنها عانت من التمييز في طفولتها كغيرها من الإناث في تلك المرحلة، الشيء الذي جعلها تحاول التمرد على أعراف المجتمع التي كانت تفضل الذكور وتمنع الإناث من القيام بالعديد من الأشياء، فعلمت على قص شعرها تعبيرا منها على رغبتها بالحرية، كما بدأت تلعب كرة القدم التي كانت تتمنى الاستمرار فيها لكنها حرمت من ممارستها بعد وصولها لسن الـ16 بسبب المجتمع الذكوري الذي كانت تعيش فيه.

وعن بداياتها في المجال الفني قالت ابنة الحي الحسني درب الحرية بمدينة الدار البيضاء، إنها اكتشفت حبها للموسيقى في السابعة من عمرها عندما بدأت تردد أغاني لعمالقة الفن المغربي والعربي، وأنها تمكنت من كتابة وتلحين أول أغنية لها وهي في سن الـ12 من عمرها في فترة طلاق والديها، إذ عبرت من خلالها عن ما كان يروج في بيتها وعن مرارة تلك التجربة التي عاشتها.

وأوضحت الفنانة المغربية أنها لا تخجل من ذكر ظروفها القاسية ولا من المهن التي اشتغلتها فيها في طفولتها، لأن تلك التجارب هي التي صنعتها، ولأنها ترى أن الفنان الحقيقي المبدع هو الذي يعاني الحرمان ويعيش الشقاء.

وتابعت المتحدثة أنها عاشت فترة عصيبة بعد هجرتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت تعاني من الإحباط لمدة عام، قبل أن تتفاجأ في أحد الأيام بأن الناس تتحدث عنها عبر الأنترنيت وتتسائل عن غيابها، مشيرة إلى أن ذلك أعطاها طاقة إيجابية للخروج من حالتها النفسية الصعبة والعودة لحياتها الفنية.

وأضافت فكري أن المجتمع المغربي يعاقب الفن الجيد ويدعم الفن الهابط في هذه الفترة، مشيرة إلى أنها لم تلقى الدعم والاهتمام والاعتراف الذي كانت تستحقه في بداياتها، وأنها حرمت من المرور في الإذاعة والتلفزة رغم شهرتها لدى المغاربة الذين عرفوها من خلال صوتها عبر « الكاسيت ».

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *